السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

"من يتكاسل في حراثة أرضه لن يحصل على طعام عند الحصاد"

المصدر: "النهار"
Bookmark
العلم اللبناني (تعبيرية).
العلم اللبناني (تعبيرية).
A+ A-
طلال خواجه لا شك في ان التطورات السياسية المتسارعة في العالم وفي المنطقة تشكل الشغل الشاغل للناس في بلدنا الذي يرضع شعبه سياسة منذ الولادة. ومع ان جميع الدول والشعوب تتأثر بشكل او بآخر بما يحصل من احداث في اي زاوية من زوايا الكوكب، فمن الطبيعي ان تتأثر بالتحولات والاحداث الكبرى التي تطبع هذه المرحلة وفي مقدمها الحرب المستمرة في اوكرانيا والمتمددة تداعياتها السياسية والاقتصادية والامنية في كل اتجاه. فالعالم قد تحول الى قرية كونية كبيرة يتنافس عليها الكبار ويخشى هذه المنافسة ويتحسب لها الصغار. خصوصا مع ثبوت اقدام الثورة الرقمية وتطور الذكاء الاصطناعي الذي يضع مستقبل الكرة الارضية والفضاء القريب امام معلوم/مجهول. على جبهة التأريخ بتنا نرى الكثير من المؤرخين الجدد والجديين وهم يغرفون من داتا الثورة الجديدة في محاولة رسم بعض ملامح المولود القادم والتبصر بما سيحصل من اضرار جانبية قد تكون مأسوية على انماط الحياة البشرية في هذا القرن. و تمثل كتابات يوفال نوح هراري وتوبي اورد اضاءات في هذا الاتجاه. وبالتوازي يتزايد منسوب الخطر البيئي على الارض. علما بأن الثورة البيئية العلمية التي اطلقها هذا الخطر ادت لمزيد من التبصر في مستقبل الكوكب وسلامة سكانه بتنوعاتهم الانسانية والحيوانية والنباتية، حتى أن مؤرخا بارزا كبيتر فرانكوبان مؤلف كتابي طريق الحرير، صدر مؤلفه الاخير بعنوان the earth transformed,“the untold story “.ومع ان كل حي في القرية الكونية مهم، الا ان منطقتنا التي تحتضن الهلال الخصيب وتمتد عبر الجزيرة العربية نحو اليمن اكتسبت تاريخيا وما تزال تكتسب اهمية استثنائية. فمنطقتنا معرفة علميا على انها مهد الحضارات ومنطلق الاديان والثقافات والاساطير، ما جعلها تشكل جاذبا دائما للحالمين والشعراء، كما للطامعين والحاقدين والغزاة على مر العصور والحقبات. حتى ان بلد الارز الصغير قد شكلت جباله ووديانه ملاذا للمتمردين والمنشقين والقديسين والهاربين من البطش والتسلط والاستئثار. كما شكلت شواطئه منطلقا لنشر الحرف و البضائع وبناء المدن على اطراف المتوسط. ومع ان بلد الارز تحول بسبب ميزاته الطبيعية وخصائص اهله المتنوعة الى جسر بين الحضارات والثقافات والشعوب، الا انه اصبح ايضا بيتا بمنازل كثيرة كما وصفه المؤرخ اللبناني كمال الصليبي.لا بد في هذا السياق من الاشارة الى المفارقة التالية : البلد الذي استطاع ان يشكل في النصف الاول من مئوية التأسيس نموذجا حضاريا اكسبه لقب سويسرا...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم