الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

لا نسبيّة في المواطَنَة

المصدر: "النهار"
Bookmark
تعبيرية (نبيل إسماعيل)..
تعبيرية (نبيل إسماعيل)..
A+ A-
الدكتور جورج شبليحين يَصدُقُ القلبُ والحسُّ والعقلُ، مع الوطن، تصبحُ المواطنةُ جذوةً تُلهِبُ ما تَمَسُّ من أوتارِ المشاعرِ، ويُؤخَذُ بها حينَ تُفتَحُ سرائرُ العنفوانِ، ورصيدُ التَشَبُّثِ بالوفاء. وإِنْ لم تبسطْ هذه المَلَكَةُ سلطانَها على نسيجِ الأمزجة، فليسَ من مَظهرٍ، بها، للوطنِ، سوى الإخفاق، فلا يوزَنُ له قيمة.إنّ المواطنةَ هي برنامجٌ نوعيٌّ يتَّبِعُ وصفاتٍ تِقنيّةً، وذَوقيّةً، لِذا، هي تكمنُ في الوَعيِ وفي النَّبض، معاً. وبالرَّغمِ مِمّا مورِسَ عليها من رِقٍّ أَهوائيٍّ زمناً ليس بالقليل، وزُرِعَت لها أَفخاخ، غيرَ أنّ ظِلَّ اندفاعِها لم يتراجَعْ عن تحديدِ مقاصدِها في تَثويرِ الهِمَمِ صوبَ مطارحِ الحقيقة، فامتدَّ الإطمئنانُ الى قيمتِها. إنّ المواطنةَ هي تظهيرُ الولاءِ بالأداء، والإنتماءِ بالسّلوك، وهي خِتامُ مجهودٍ فكريٍّ، وإحساسيٍّ، لاستخراجِ نواةِ التّلاحمِ بينَ المواطِنِ والوطن. ولأنّ المواطنةَ دقيقةٌ في تعاطيها مع مَنْ يلتزمُها، فهي لا تغضُّ الطَّرفَ عن أيّةِ هفوةٍ لا ترتضيها، ولا تُثني على ما لا ترتاحُ إليهِ، لأنّ أساسَها يقومُ على الصّدقِ، فلا تُؤخَذُ بزخرفةِ المساحيق، من هنا، قيلَ أَنْ لا نِسبيّةَ في المواطنة، فإمّا أن تكونَ كاملةً وواحدة، وإمّا لا تكون.إنّ مَنْ يملكون ثقافةَ المواطنةِ يقفُون، وحدَهم، على ضفّةِ الجرأةِ، والحقِّ، وتتكتَّلُ أواصرُهم من حيثُ إِلفَةُ الحماسةِ، وتَعَقُّبُ مُبايعةِ الوطنِ حتى الفِداء. فهم عَظيمو العصبيّةِ على لبنان، من دونِ تَلَكُّؤٍ أو اعتذارٍ عن استجابةٍ، ولو كان الثَّمنُ الكَفَن. أمامَ هذا الإِفصاحِ، وتلكَ النُّصرة، وتَشبيبِ العنفوان، نسمعُ ما يُريبُ من قَولٍ غيرِ...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم