الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

من الشيخ رشيد رضا إلى الشيخ إمام إلى إليزابيت طومسون مع أطيب التحيات

المصدر: "النهار"
ليلى عواضة
Bookmark
الربيع العربي.
الربيع العربي.
A+ A-
طلال خواجه تمر شرائح كبيرة من نخب جيلنا بمرحلة من التأمل والمراجعة الفكرية الواسعة، مصحوبة بقلق اجتماعي ووجودي كبير، علما ان معظمنا غادره اولاده الى المنافي الطوعية بعد انهيارات وإحباطات متتالية نتجت عن تفكك قوى الانتفاضة الاذارية الاستقلالية وتعثر الانتفاضة التشرينية وما بينهما من حراكات مدنية شبابية رفعت شعار اسقاط النظام الطائفي واسقاط جبال النفايات والقذارة السياسية. اطلق بعض الروائيين على جيلنا تسمية جيل الزمن الرومانسي، ذلك ان افكاره واحلامه تكونت في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي على وقع حركات التحرر الوطني في العالم، من الثورة الجزائرية الى الثورة الفلسطينية الى الثورة الفيتنامية الى ثورات اميركا اللاتينية وايقونتها الغيفارية الى الثورات الافريقية وايقونتها مانديلا، وعلى وقع انتفاضات التغيير التي انطلقت من عاصمة الانوار والثورات باريس وانحنى لها بعد تردد المارد الفرنسي ديغول، والتي سرعان ما اخترقت البنى الاجتماعية والفكرية في عواصم وحواضر العالم اجمع، تاركة بصمتها الثقافية في كل مكان وفي كل مجال وعلى كل مستوى. كان من الطبيعي ان نرى في انتفاضات الربيع العربي انعكاسا لبعض احلامنا المتكسرة، سواء على المستوى الوطني، سواء على مستوى عالمنا العربي المترامي، رغم انها اختلفت عن معظم حراكاتنا الشعبية التي كان يغلب عليها الطابع الحزبي والتنظيمي والايديولوجي.وبينما كانت مظاهراتنا ونشاطاتنا السلمية تندرج في سياق رؤيا واهداف وخطط وبرامج ثقيلة احيانا، بدت انتفاضات الربيع العربي وكأنها دومينو انفجارات عابرة للكيانات العربية لدمامل متقيحة في اجساد امة متعبة. هكذا اندمجت شعارات الخبز والحرية والكرامة مع شعار الشعب يريد اسقاط النظام. كان اصحاب السوابق اليسارية يكدسون من اجل اسقاط النظام، الافكار والنظريات والمجلدات والمؤتمرات والمنازعات والائتلافات والانشقاقات، واحيانا العمل المسلح. الم يعلن الراحل محسن ابراهيم في ذكرى اربعين رفيقه الشهيد جورج حاوي "ان الحركة الوطنية اللبنانية استسهلت ركوب مركب الحرب الاهلية من اجل تحقيق برنامجها للتغيير الوطني والديمقراطي". علما ان الرمزين الراحلين كانا قد اصدرا في ١٦ ايلول ١٩٨٢ بيان انطلاق جبهة المقاومة الوطنية المسلحة ضد العدو الاسرائيلي بعد احتلال بيروت في اعقاب خروج منظمة التحرير الفلسطينية واغتيال الرئيس بشير الجميل، اذ لا شرعية لاي بندقية الا في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي.ومع ذلك فان جوهر الروح التغييرية والمتطلعة للعدالة والحرية وللحداثة والتغيير الديمقراطي لم يتغير كثيرا في جميع المراحل الثورية، سواء تظهرت في انتفاضات عفوية ام في عمل ثوري منظم. لقد كان معبرا ان تتحول اغنية "غيفارا مات آخر خبر في الراديوهات" التي غناها الشيخ امام في الثمانينيات الى نشيد للثوريين الرومانسيين الذين وقفوا في وجه الديكتاتوريات العسكرية والمدنية والتي قمعت الحريات بذريعة...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم