الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

فؤاد شهاب... تبرٌ وجُمان!!

المصدر: "النهار"
Bookmark
فؤاد شهاب
فؤاد شهاب
A+ A-
 عبد الرحمن عبد المولى الصلح لم يكن وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان مخطئاً، حين أبدى خشيته من "زوال لبنان". والحق فلا شيء يمنع زوال بلاد الأرز، بوجود منظومة سياسية، أحد أركانها – حزب الله- يولي مصالح راعيه الأيراني الأولوية، على حساب لبنان، ويشارك الإركان الآخرين للمنظومة بالمغانم والإقتطاع من دور الدولة وهيبتها ومقومات وجودها. وإذا طُرح السؤال: ما الفرقُ بين الدولة والميليشيات؟ لفظياً، الفرق حرف واحد وهو حرف التاء. أما في المضمون، فالفرق، هو كالفرق بين الثرى والثريا. الدولة تحكم. الميليشيات تتحكم!! والمنظومة الحاكمة، تتوزع بين ميليشيات عسكرية وأخرى سياسية لا تكترث إلاّ لمصالحها الضيّقة على مختلف أنواعها.في ظل الأجواء المشار إليها أعلاه تنوي المنظومة الحاكمة - لتكريس زوال لبنان- اجراء انتخابات نيابية، والتي من المفترض أن يتبعها انتخاب رئيسٍ جديد للجمهورية بعد أشهر!! الاستحقاق الرئاسي المُرتَقب يستحضر - خاصّةً في هذ الزمن الرديء والعهد الميمون، التذكير بانتخابات رئاسيّة مفصليّة عام 1958 وبرئيس عملاق هو الراحل الكبير الرئيس الأمير فؤاد شهاب والذي يستحق كل الألقاب السابقة. الاستحقاق الرئيسي أيضاً يطرح علامة تعجُّب وسؤالاً مهمّاً: تُرى هل نَضُبَ نبع اللبنانيين – خصوصاً- نبعُ اللبنانيين الموارنة، اخواني وشركائي في الوطن، بحيث أنّ الأسماء المتداولة الى حينه ، تنحصر بسليمان فرنجية، سمير جعجع، وجبران باسيل؟.وإذا كان من المستحيل ايجاد عملاق آخر كالراحل الكبير الرئيس فؤاد شهاب، تُرى، اليس هناك من نسيبٍ لحود آخر، وقبله اميل بستاني آخر؟!في الحديث عن الرئيس شهاب يرصد المراقب قدرته على تشريح الوضع اللبناني بدقةٍ بالغة، وعلى ايجاد الحلول المناسبة للأزمات التي كانت سائدة واستشراف ما يُصلح للبنانيين ونجاحه في توظيف "الزخم" السياسي الذي رافق توليه السلطة. هنالك ظاهرة مهمة وهي أن الانتقال من عهد الى آخر منذ العهد الاستقلالي، لم يكن انتقالاً روتينياً عادياً، بل رافقه أحداثٌ مهمَّة و"زخم" كان يمكن توظيفهما في بناء الدولة وتخطّي كل العقبات، لو توفرت القدرة والنيّة لذلك لدى الرؤساء المعنيين وهذا ما نجح به الراحل الكبير، في الوقت الذي فشل كل نظرائه السابقين. ومن هنا، فالرئيس شهاب، يشكّل علامة فارقة في النظام السياسي اللبناني، وسيظلّ متميزاً عن جميع الرؤساء، حتى إشعارٍ آخر.بدايةً، لا يفوّت المعلّق السياسي الإشارة إلى أن تصنيف العهود الرئاسية إلى خارج أيّة وصاية وهي العهود التي تبدأ بعهد الرئيس بشارة الخوري وتنتهي بعهد الرئيس سليمان فرنجية ثمّ، عهود الرؤساء سركيس، لحود وسليمان حين تحكّمت الوصاية السورية بمجريات الأمور، انتهاء بعهد الرئيس عون حيث استُبدلت الوصاية السورية بأخرى إيرانية – من خلال "حزب الله" – ثمناً لوصوله إلى الرئاسة.هنالك إجماع بأنّ الحصول على الاستقلال شكلّ "زخماً" لا يقدر بثمن لعهد الرئيس الاستقلالي الأول بشارة الخوري. وكان من...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم