الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

بمناسبة الذكرى الخمسين لوفاة الرئيس فؤاد شهاب: "إفرحي يا شهاباً لنور لا يغيب"

المصدر: "النهار"
Bookmark
فؤاد شهاب.
فؤاد شهاب.
A+ A-
السفير جبران صوفان        يوم الأربعاء 25 نيسان 1973، توفّي الرئيس، الأمير، اللواء فؤاد شهاب. أغمض عينيه، فصحا التاريخ وصاح. أتى دوره ليكتب ملحمة رئاسية هي الأعمق في مسيرة وطن. ولئن كانت وفاته تلاقي الأحبّة بين "الصامت الأكبر" وصمت القبور، فالحدث يتفاعل في البيئة اللبنانية كلما تهاوى لبنان ، مفتقداً منقذين من طينة الرئيس الشهابي، وفيما ساسة لبنان "أشباه رجال"، ملؤوا قلوب بنيه قيحاً وشحنوا صدورهم غيظاً، في توصيف بليغ أقتبسه بإحترام من خطبة الإمام علي بن أبي طالب، عليه السلام.لم يشارك فؤاد شهاب التاريخ في كتابة سيرته، " فلا يمكن للمرء أن يكون لاعباً ومؤرخاً لتاريخه في الوقت عينه" يقول الوزير الفرنسي Bruno Le Maire في كتابه "رجال دولة". طبعاً ، تنعكس المعايير في البلدان المتخلّفة التي هي على خلاف مع القانون ومع أبنائها ومع الله وتعاني من فقدان النموّ الإقتصادي والإجتماعي والمعرفي. فيليب تقلا، الهامة الوطنية الكبرى، لم يكتب مذكراته لكثرة ما عرف، فآثر الصمت الأبدي كي لا يصمت لبنان. فؤاد شهاب هو ذاكرة الوطن في مرحلة عصيبة من نشأته ونموّه. كتم الأسرار أيضاً وأحرق محفوظاته قبيل وفاته "في حمأة غضبه"، كما روى المؤرّخ والصحافي الصديق نقولا ناصيف في "جمهورية فؤاد شهاب"، على خلفية مستجدّات الأحداث المؤلمة . كان حازماً في القول "لا أريد أن يكتب عني أحد، ولا أن يدافع عن عهدي أحد". "فلم يُبقِ على ورقة حتى لا يكذب"، أسرّت زوجته الفرنسية .ولكنه لم يخفِ في مجالسه الضيّقة، قبيل وفاته، تخوّفه من رؤية" لبنان مقبل على أيام سود و برك دم".( المصدر نفسه)بعض المشاهد في التاريخ تتقاطع. يُروى بأن مايكل أنجلو عندما فرغ من نحت تمثال موسى إنبهر أمامه، حيث الخيال لامس الواقع، فخاطبه قائلاً: "إنطق يا موسى". يوم تشييع الرئيس شهاب في 26 نيسان 1973، إنحنى فوق سريره الحديدي، كما يروي نقولا ناصيف، "رجلان كانا الأقرب، باكين. قَبّل رشيد كرامي جبينه، والياس سركيس يده". هذا مشهد آخر معبّر في التاريخ اللبناني، أقرب ما يكون الى منحوتة تراثية. هذه المرة، بالإنابة عن فؤاد شهاب، سيحكي التاريخ عن إنجازاته الهائلة في بناء دولة أطبق عليها السياسيون، مناشداً إستشراف المستقبل من الفكر الشهابي، عندما يكون الحاضر معاقاً والسياسيون عائقاً والمستقبل دامساً.فمن جديد، يرتفع فؤاد شهاب فوق الأحداث، عبر عقله ونهجه، فيما الوطن غريق بعد ان "دُفِع الى المسرح السياسي ليحاول بناء دولة ... ليس هو الذي سعى الى التاريخ وإنما التاريخ سعى اليه" قال جورج نقاش عام 1960، في إشارة الى دعوة شهاب لترؤس الحكومة عام 1952 وإنتخابه رئيساً للجمهورية عام 1958.لا يكرّرالتاريخ نفسه وإنما ولاية الرئيس شهاب منصّة لاطلاق الفكر وليس الصواريخ لإعادة بناء الوطن، مما يطرح سلوك وصفات الرئيس...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم