الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

جان عبيد: خارج مسار بعبدا وداخل الهندسة الدبلوماسية الفريدة

المصدر: "النهار"
Bookmark
جان عبيد.
جان عبيد.
A+ A-
السفير جبران صوفانقد يبدو مستغربا في هذه الايام الكتابة عن جان عبيد بصفته وزيراً أسبق للخارجية فيما لبنان على عتبة استحقاق رئاسي. وفي المجالس غير الولائم تتكشّف مواصفات رئيس عتيد للجمهورية بخامة وقامة الرئيس الامير فؤاد شهاب والياس سركيس، الرئيس العملاق بفكره وفعله وصبره وصمته وكفّه وزهده، وهامات عالية مثل جان عبيد ونسيب لحود لم تعتلِ الكرسي الرئاسي وإنما تبوّأت أرفع المواقع في وجدان أمة. ومهما كانت المواصفات صحيحة وضرورية بخصوص تولّي مهام رفيعة، لا تنفع برأيي صهوة الحصان إن لم يمتطِ الخيل فارس. يغيب صوت جان عبيد عن "المعركة"، وإنما له في الماضي أصوات صَدَحتْ ونبرات عَلَتْ ووداعة جَمَعتْ في مواقف قد تجيب على تساؤلات صديق عزيز عن دبلوماسية جان عبيد وخصوصيّتها وميزتها.في بلدٍ متعدّد المكوّنات الاجتماعيّة والثقافيّة، لا تنفصل ثقافة وزير عن بيئته. وإن تميّزت بالانفتاح، لا ترقى إلى الشمولية. الوزير جان عبيد متعدّد الروافد الفكرية، تصبّ كلّها في نهره الكبير، منها الصحافة والقانون واللاهوت والفقه، والقيم السماوية والانسانية التي شكّلت مزيجاً نادراً في وزارة الخارجية أو نوعاً من "الملكية الفكرية" التي ضمّت مصنّفاته الأدبيّة والفلسفيّة وصوره واستعاراته وشعاراته وقناعاته، ومآثره وحكاياته، القادر على تجنيدها تباعاً للتأثير والإقناع.نتيجة لتلك الثقافة الغزيرة، المقترنة بلباقة التصرّف وسرعة البديهة، صادف جان عبيد في كثير من الاجتماعات دهشة وتلقّى ثناء وحصد إعجاباً، واستمال نظيراً أو لاقى تفهّماً.في مسيرته الدبلوماسية، محطّات بارزة أتوقّف عند البعض منها عام 2003، تكشف النقاب عن مقاربته وأسلوبه، مما جعل منه رجل إنفتاح وحوار، ولطالما نبّه إلى أن " أخطر الناس هم الذين لا يقرأون إلا في كتاب واحد، أياً كان هذا ...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم