الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

المجلس الجديد والديموقراطية المطوّقة والخلايا الطائفية

المصدر: "النهار"
Bookmark
غسان تويني.
غسان تويني.
A+ A-
السفير جبران صوفانفي كتاب حديث بعنوان "السرّ الأخير" المتعلّق بحقبة من حياة الرئيس الراحل فرنسوا ميتران، تستعين الكاتبة Solenn De Royer بلوحة مهيبة عن تتويج الإمبراطور نابليون في كاتدرائية نوتردام عام 1804 للرسام الرسمي آنذاك جان لويس دافيد لتشير ، بالمقارنة ومن خلالها، إلى الناس البارزين في جنازة ميتران وآخرين، لا يقلّون شأناً، آثروا الإنكفاء في الزوايا. في تلك اللوحة التي بلغت مقاييسها 10 أمتار طولاً و 6 أمتار عرضاً، كان الفن في خدمة السياسة .لامشكلة في المتصدّرين، ولكن الصعوبة، كما تقول الكاتبة، تكمن عند "إنسان لا ينظر، فلا يرى" آخر فضّل المكوث في الزوايا، ومثل السحاب قادراً ان يواري الشمس دون أن يتوارى. في ساحة النجمة، لوحة تاريخية عمرها مئة عام ونيّف ، مسطّرة على طول "دولة لبنان الكبير"، معروفة بأسماء عدة ، واستقرّت تسميتها على "مجلس النواب" منذ 1928. وككل لوحة فنيّة، تخضع للعناية الدورية، منعاً للتشققات فيها وتأكسد الألوان على مدى 4 سنوات بفعل حرارة الطقوس المختلفة في لبنان، فتتجدّد نضارتها.إن كاتدرائية الديموقراطية هي مجلس النواب. وبنظري، لايهمّ فيه البارزون والأولوّن، وإنما الموكّلون قبل الوكلاء، والضحايا في الزوايا. فلا يُسَرّح الموتُ دور موجع سقط تحت وطأة الاحداث الأليمة في لبنان والتي لو عايشها أستاذي الكبير فؤاد بطرس لدوّن توقعاته على ألواح أردوازية سوداء بدلاً من الإكتفاء "بتنبؤات" دبلوماسية رمادية.في كل الأحوال، لا يجوز المغالاة في التشاؤم على غرار السفير ديفيد هيل في مقاله في تاريخ 18 أيار 2022 عن نتائج الإنتخابات النيابية. حسبي المراهنة على التنوّع في المجلس والطاقات الفكرية الجديدة، وإن كان الإرث اللبناني قد ألقى بظلّه الثقيل على مسار الجلسة الأولى في 31 أيار ليسود الإنفعال على الفعل...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم