لماذا اغتالت الدولة اللبنانية أهم مؤسساتها؟

قبل أسبوعين تقريباً أطلت على اللبنانيين صبية اختصرت لهم "إنجازات" الدولة بأسلوب ساخر كان موضع تقليد الكبار والصغار . وبعد إنتقادها للمعارضات والمعارضين الكافرين بنعمة الدولة السخية، قالت: أولاً: مع الغلاء الفاحش لأسعار لحوم البقر والغنم، توقف المواطنون عن شراء اللحوم. وبعدها اكتشفت "منظمة الصحة العالمية" أن دم الشعب اللبناني خالٍ من الكولسترول… أي المادة الدهنية المضرّة بالصحة .ثانياً: لأن أسعار السكريات، بدءاً بالمعمول والبرمة وزنود الست، قد ازدادت أسعارها أربع مرات عن السابق، لذلك امتنع اللبنانيون عن إقتناء هذه الأطايب المسببة للبدانة والسمنة .ثالثاً: لأن استخدام التاكسيات والباصات قد أفرغ جيوب اللبنانيات واللبنانيين من العملة النادرة، وأصبحت رياضة المشي والهرولة هي الدواء الشافي من داء التهاب المفاصل والربو.رابعاً: من أهم "إنجازات" هذا العهد أنه ألغى الطبقية، وجعل كل الناس سواسية.والملاحظ خلال الأسبوعين الماضيين أن هذه "التغريدة" قد تفوقت على التغريدة الأولى التي ولدت في ١٧ تشرين الأول ٢٠١٩، من رحم الإستقالة التي قام بها رئيس الوزراء سعد الحريري. وكان لبنان في تلك المرحلة يشهد بداية التصدّع الداخلي ويفقد قدرته على الصمود. لذلك كتب الإعلاميون يقولون: "نهب الثروة الوطنية يطلق الثورة الشعبية."أثناء مراجعة الميزانية، إتخذ الوزراء قراراً خطيراً مفاده أن الدولة بدأت تفقد تدريجياً كل الأرصدة التي تملكها لغاية آخر شهر من السنة الماضية ٢٠٢١. وهذا يعني أنها فقدت مناعتها الإقتصادية وقدرتها على الصمود .بعد خمسة أيام اقترح وزير المال يوسف الخليل...