بعد الانتخابات: هل يتحول لبنان الى دولتين؟

حدث أثناء الجولة الإنتخابية التي قام بها الرئيس جون اف كينيدي (٢٢ تشرين الثاني - نوفمبر ١٩٦٣) لمدينة دالاس أن تعرض للإغتيال على يد عميل سوفياتي يُدعى "لي اوزولد".وقبل أن تقلع طائرة الرئاسة باتجاه واشنطن، وقف نائب الرئيس ليندون جونسون ليقسم يمين الولاء أمام قاضية المقاطعة الفيدرالية سارة هيوغز، مثلما تقضي الأعراف والتقاليد .والسبب أن الدستور الاميركي يحظر حصول فراغ في مراتب القادة، الأمر الذي يقتضي على الفور تعويم الحكم.قبل شهر تقريباً تعرضت الدولة اللبنانية لأزمة فراغات سياسية بدأت بزيارة رئيس الجمهورية ميشال عون لحاضرة الفاتيكان حيث التقى البابا فرنسيس. وأكد الكرسي الرسولي إهتماماً خاصاً بدور لبنان ضمن محيطه ومذاهبه وطوائفه، في حين سأله الرئيس عون مغفرة الخطايا، وتأمين انتخابات نزيهة تحبط المبادرة الفرنسية!في اليوم الجامع بين الفاتيكان والقاهرة، قام البطريرك الماروني بشارة الراعي بزيارة القاهرة، وإجراء لقاءات تفاهم مع شيخ الأزهر والمؤسسات الرسمية والخاصة.ومع الفراغ الذي أحدثه غياب رأس الكنيسة المارونية، غاب من جهة أخرى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي. وكان الهدف من كل هذا تجديد إلتزامات الدولة نحو الثوابت التي تجمع بين ١٨ طائفة. صحيح أن اختيار رئيس الجمهورية اللبنانية يكون دائماً من الطائفة المارونية… ولكن الصحيح أيضاً أن إتفاق الطائف جرّده من صلاحياته ووضعها لدى مجلس الوزراء مجتمعاً.والثابت عملياً أن الرئيس ميشال عون قد اختصر المسافة...