الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

أسباب الميليشياويّة المتأصّلة في العمل السياسيّ

المصدر: "النهار"
Bookmark
تعبيرية.
تعبيرية.
A+ A-
الأب صلاح أبوجوده اليسوعي* "ثمّة شكلان للقدر، أوّل عاموديّ وثانٍ أفقيّ"(أمين معلوف، الهويّات القاتلة)يتميّز العمل السياسيّ في لبنان بدورانه في حلقة مفرغة من المناورات الخبيثة والاتّهامات التضليليّة التي تُطلق بلا تعقّل، وأساليب الخداع المتبادل بين الأفرقاء، ويجري كلّ ذلك خارج الأصول الدستوريّة والقانونيّة بغطاءِ ميثاقيّةٍ غامضة. والمؤلم في هذا الشأن تحوّل هذا الوضع الشاذّ والهدّام إلى أمرٍ واقعٍ عاديّ متأصّل وشامل ومهيمن إلى حدٍّ يمنع توحّد الأوساط الشعبيّة لإنقاذ نفسها، ويحول دون إدراك الكثير من اللبنانيّين والمراقبين الأجانب خلفيّاته السلبيّة. لذا، ليست الحلول التي تُفرض من الخارج أو يلتقي عليها أفرقاء الداخل إلاّ مخارج برغماتيّة ظرفيّة لا ترسم طريق العبور إلى الدولة الديموقراطيّة الحديثة، بل إنْ هي إلاّ هدنة مؤقّتة بانتظار تبدّل الظروف لعودة استعار سياسة إلغاء الآخر وتجميع الثروات الخاصّة بلا تعقّل من خلال نهب أموال الدولة. ولكن يجب ألاّ يحجب ثقل هذا الوضع الفوضويّ الذي يُدخل اللبنانيّين في حالة ضياع مخيفة، النظرَ عن ضرورة التعمّق في فهم خلفيّاته؛ فمن شأن هذا أن يساهم في إبراز التحوّلات الثقافيّة والسياسيّة التي لا بدّ منها من أجل إرساء ركائز الدولة التي يحتاج إليها اللبنانيّون.تُمثِّل طريقة العمل السياسيّ المذكورة أعلاه امتدادًا، بصيغة جديدة، للممارسات الميليشياويّة القمعيّة والاستئثاريّة التي لم توفِّر منطقة في لبنان أثناء سنوات الحرب، والتي لعلّها تستمرّ بصيغتها الأصليّة في بعض المناطق إلى اليوم. فالميليشيات على اختلاف ألوانها الطائفيّة أظهرت ميلها إلى السيطرة الكاملة على مناطقها، وإسناد امتيازات الدولة إلى ذاتها تلقائيًّا، وفرض إيديولوجيّاتها أو شعاراتها السياسيّة على مختلف حقول المجتمع، ومنع المعارضة السياسيّة بل وأحيانًا التنوّع الثقافيّ من خلال ممارسة الترهيب والتهديد بطريقة منهجيّة. وإذا كانت هذه الممارسة قد اتَّخذت من الدفاع عن وجود الطائفة أو الإيديولوجيا...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم