الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

أسير الجغرافيا، يتيم التاريخ

المصدر: "النهار"
سمير عطالله
سمير عطالله
Bookmark
العلم اللبناني (تعبيرية- نبيل إسماعيل).
العلم اللبناني (تعبيرية- نبيل إسماعيل).
A+ A-
"الصقر لا يستطيع ان يسمع الصقّار، تنفرط الأشياء وتسقط الركيزة"               دبليو بي ييتس دار قبل فترة جدل من السفسطة التي لم تتوقف، كانت هذه المرة بعنوان "هونغ كونغ أم هانوي". وتحدث المتجادلون بكل جديّة كأنما نحن من يقرر الهوية والمصير. جرى النقاش بعد مائة عام على نشوء لبنان الكبير، والاتفاق على صَهره (بفتح الصاد). ولم يتوقف، لا قبل ولا بعد. وكان جوهره دائماً الوجود المسيحي وإن تحت مسمّيات شتى. Le parent pauvre يسميه الفرنسيون. مسكين العائلة،  الذي لا حول له ولا قوة. وكيفما تحرك المسيحيون اكتشفوا انهم في حاجة الى حماية. عندما ذهبوا الى صلاح الدين، اعطاهم سهلاً سُمّيَ بعد ذلك وادي النصارى. لكن وادي النصارى لن يكون لاحقاً جزءاً من الحل. عندما قال نابوليون ان الجغرافيا تصنع التاريخ، فاته أن - التاريخ - له يداً في الأمر ايضاً. وإذا ما كانت الجغرافيا جمادا متجمدا، فإن التاريخ مزاج متبدل وشر ثابت: دائماً تشتهي ما هو عند غيرك. دائماً لا تكتفي بما هو عندك. لذلك، قال افلاطون وفلاسفة اثينا إن الحل البشري هو البساطة. هو الكفاية. هو ان تمتلك ما تحتاج، وإلا سوف تثير الغيرة والطمع والحسد وسائر الشرور. ولذلك اضاف مفكِّرو الكنيسة سبع خطايا اجتماعية الى الخطايا الغريزية العشر، بعد دراسة طبائع البشر، بينها الغرور. يقابلها في القرآن لا تمشي بين الناس مرحاً، أي متشوّفاً ومتعالياً. على أن الإنسان لم يصغِ الى الوصايا العشر أو الى السبع، أو ما استجد اليها. إنه في حال اعتداء دائم على سواه. عندما قال نابوليون ان الجغرافيا تصنع التاريخ...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم