دولة لبنان الكبير: الواقع التاريخي وختام سجالات الحاضر

أنطوان مسرّهيُشكّل كتاب الدكتور أنطوان حكيم، في صغر حجم الكتاب وكثافة وثائقه ومراجعه وتفاصيله الجغرافية والسياسية والديبلوماسية، خاتمة سجالات وتصورات وتأويلات تُستغل في التعبئة السياسية في لبنان منذ إعلان "دولة لبنان الكبير" سنة 1920. يؤمل بالتالي من خلال "مثاقفة الدولة في لبنان"، كما يرد في "الإطار العام للتعليم ما قبل الجامعي" الذي أعلن في السرايا الكبيرة في 15/12/2022، نقل المنهجية العلمية والواقعية في التأريخ اللبناني الى كل مراحل التعليم ما قبل الجامعي (أنطون حكيم، الجذور التاريخية لولادة دولة لبنان الكبير، منشورات جامعة الروح القدس الكسليك وتوزيع مكتبة لوبوان، 2023، 50 ص + ملاحق).للدكتور أنطوان حكيم الفضل الأكبر في توثيق التأريخ اللبناني الحيّ وتحليله وقراءته بدون إسقاطات في علم النفس التاريخي في الحاضر والمستقبل. قراءة كتابه الأخير شفاء وبلسم لأنه يكشف الجذور النفسية لسلوكيات لبنانية لم تستوعب، بعد أكثر من قرن، صلابة الكيان اللبناني في كل جغرافيته الحالية. يريحك الكتاب من نقاشات مع مؤرّخين يُعتبرون مخضرمين ولكن تغلب على سردهم إسقاطات أيديولوجية أو على الأقل غير واقعية حول "إعلان دولة لبنان الكبير" في أول أيلول 1920. من هم المصرّون على دولة لبنان الكبير؟ من هم المعارضون لحدود دولة لبنان الكبير؟ تكمن المأساة الحالية في لبنان في ذهنية مارونية (ولا نقول الموارنة ولا بكركي) ما تزال تعيش حلماً صغيراً لم يكن واقعاً صغيراً ومحصوراً في جونية وكسروان! وتشكو طوائف أخرى من حالات علم النفس التاريخي لم تتم معالجتها في تأريخ لبناني علمي وواقعي في كل جغرافيته الحالية بشمولية وتواصل بين كل مكوّناته.يورد أنطوان حكيم، بإيجاز وعمق: "حدود الإمارة اللبنانية المعنيّة والشهابية كانت مطاطة (...). وتجسّدت خصوصية الجبل...