01-11-2022 | 11:10

هل صرّح السّيسي بأن "من حق الملحدين التعبير عن رأيهم حتى على قنوات التلفزيون"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#

ظهر على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر "فايسبوك" و"تويتر" تصريح منسوب للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بأنّه "يحق للملحدين التعبير عن رأيهم في قنوات التلفزيون".

كيف علّقت سوريا على المجزرة الإسرائيلية في بلدة الكفور؟

المصدر: النهار العربي

هل صرّح السّيسي بأن "من حق الملحدين التعبير عن رأيهم حتى على قنوات التلفزيون"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#

ظهر على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر "فايسبوك" و"تويتر" تصريح منسوب للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بأنّه "يحق للملحدين التعبير عن رأيهم في قنوات التلفزيون". لكن هذا التصريح ملفق تماماً، بحسب تتبع مصدره. FactCheck#

"النّهار العربي" دقّق من أجلكم

البداية مع نشر حساب على تويتر باسم "مزيد" تصريحاً منسوباً للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي جاء فيه: "من حق الـملحدين التعبير عن رأيهم حتى على قنوات التلفزيون"، من دون أي تفاصيل حول التصريح ومناسبة صدوره.

وتبعت هذا المنشور، توالي نشره على حسابات في موقع "تويتر"، تدوينة موحدة (من دون تدخل) هي: "السيسي: من حق "الـمـلـحـدين" التعبير عن رأيهم حتى على قنوات التلفزيون "... ومن حق المسلمين (.......).

بيد أن البحث عن كلمة الرئيس السيسي خلال هذا التوقيت الذي انتشر فيه التصريح، وهو ختام المؤتمر الاقتصادي في مصر 2022، لم يستدل عليها نهائياً، وهو ما يعني أن التصريح ملفّق تماما.

وتطرقت كلمة السيسي في ختام المؤتمر الاقتصادي الذي عقد بعنوان "عنوان 2022"، إلى مسألة الطلاق الشفوي، منذ الدقيقة 16 وحتى الدقيقة 25، وأيضاً ضرورة دعم المؤسسات الدينية الإسلامية والمسيحية لسياسات الدولة الإصلاحية في المجال الاقتصادي.

ودعا الرئيس المصري أيضاً، موجهاً حديثه إلى ضياء رشوان، المنسق العام لمجلس أمناء الحوار الوطني، إلى إقامة حوار ديني (إسلامي ومسيحي)، للبحث في تأثير رجال الدين على توجهات المواطنين.

وتابع بقوله إنه يجب إقامة حوار مع "حتى اللي بيقول مفيش"، في إشارة إلى من يرفض الأديان أو الملحدين.

قبول الاختلاف

وبالبحث في مسألة حديث الرئيس السيسي عن الإلحاد والملحدين، تبين أنه جاء في الاحتفال بليلة القدر بتاريخ 14 تموز (يوليو) عام 2015، قال فيه: "بلغني إن شباب كثير ألحدوا، لأنهم لم يتحملوا حجم الفتنة والإساءة والظلم اللي موجود على الأرض".

وتحدث السيسي مجددا عن حرية العقيدة والأديان، خلال احتفال إطلاق الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان في 11 أيلول (سبتمبر) 2021، والتي شدد خلاله على جهود الدولة للتأكيد على قيم المواطنة والتسامح والحوار ومكافحة التحريض على العنف والتمييز، والتي شهدت تقدماً مشهوداً لها في هذا المجال ضماناً للمساواة بين أبناء الوطن الواحد في الحقوق والواجبات.

وفي كلمته خلال الجلسة النقاشية بعنوان "حقوق الإنسان... الحاضر والمستقبل"، أكد السيسي أن حرية المعتقد هي حق أصيل من حقوق الإنسان.

وأطلقت مصر استراتيجيتها لحقوق الإنسان 2021-2026، وتضمنت مفهوم الدولة المصرية لحقوق الإنسان، وما يتضمنه من محاور، منها محور حرية المعتقد والدين الذي جاء ثامنا.

وتناول هذا المحور جهود الدولة المصرية والمؤسسات الدينية في تعزيز هذا الحق. وأكد ضرورة مواجهة التحديات التي تتبناها منافذ إعلامية تهدف إلى جر الشباب المصري نحو التطرف.

ولا إحصاء دقيقاً لعدد الملحدين في مصر. بيد أن أحد أشهر الملحدين في مصر، وهو أحمد حرقان، كان له تصريح في هذا الصدد على قناة " LTC" الفضائية المصرية في عام 2017، وقال إن لا إحصاء رسمياً. لكنه زعم أن عدد الملحدين في مصر يبلغ نحو 10 ملايين شخص.

في كانون الأول (ديسمبر) 2017، أعلن أمين اللجنة الدينية بمجلس النواب المصري الدكتور عمر حمروش نيته تقديم مشروع بقانون خاص بـ"تجريم الإلحاد". (هنا) و(هنا) و(هنا) و(هنا)

وبحسب أمين اللجنة الدينية بمجلس النواب حينها، فإن مشروع القانون يضم 4 مواد تتضمن تعريف الإلحاد، وتحديد العقوبات، ولكن لم يعرف مصير هذا التشريع حتى الآن.

الخلاصة: الرئيس المصري لم يتحدث هذا العام عن الملحدين مباشرةً، بل طالب بتنظيم حوار ديني إسلامي ومسيحي، وأيضاً مع من وصفهم بـ"اللي بيقولوا مفيش"، للبحث في آلية دعم مؤسسات الدولة في سياساتها الإصلاحية الاقتصادية. لكن الرئيس المصري تحدث عن الملحدين صراحة عام 2015، واتهم التطرف الديني في زيادة أعدادهم بين الشباب. كما تطرق إلى حرية العقيدة والدين خلال إطلاق مصر استراتيجيتها الوطنية لحقوق الإنسان في 2021.