الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

متحدّياً الانهيار وكورونا... مهرجان البستان يعود بعد انقطاع وعزلة!

المصدر: "النهار"
هنادي الديري
هنادي الديري https://twitter.com/Hanadieldiri
إطلاق فعاليات "مهرجان البستان" في قاعة إميل بستاني (مارك فياض).
إطلاق فعاليات "مهرجان البستان" في قاعة إميل بستاني (مارك فياض).
A+ A-
كان اللقاء الحميم والأقرب إلى دردشة مع أصدقاء قُدامى يجتمعون منذ سنوات لا يُستهان بنبضها، حول عشق النغمة، في قاعة إميل بستاني العريقة والشاهدة على مئات الحوارات الموسيقيّة "الدامية" التي تسمح عادةً للمُتيّمين بحريّتها بأن يتجولوا في الريف البعيد لكي يتآمروا على الواقع. ويتعالوا عليه.
 
وبيت مري المشهديّة مُزخرفة بالأبيض، وفندق البستان يطلّ بعد بضع خطوات ليُنبئ بالانفعالات الداخليّة والنزوات غير المحظورة، وإن كانت خطيرة!
 
(مارك فياض)
 
وتحدّى هؤلاء الذين أصرّوا على الحضور، عواصف الخارج الجويّة والسياسيّة والاجتماعيّة لكي يؤكّدوا تضامنهم مع الثورة الثقافيّة التي نحتاج إليها اليوم أكثر من أيّ وقت مضى، لاسيّما وأنّ الذين يقودونها هم رفاق النضال: ضدّ الفقر والجوع والذلّ... و"حالات الزمان عليك شتى وحالك واحدٌ في كلّ حال".
 
وكان لا بدّ لرئيسة وأعضاء لجنة "مهرجان البستان الدولي للموسيقى والفنون" من أن يختاروا لبرنامج هذا العام المُرتقب عنوان Reconnect أو إعادة الاتّصال، ليكون للموسيقى الكلاسيكيّة والأوبرا، منبرهما الذي يحمل رسالة سلام وتواصل بعد انقطاع وعزلة... و"الليل أدّ ما طوّل، إلّا ما يطلعلو الضوّ بالمرصاد"!
 
فـ"لِتَقُمِ القيامة" في الخارج، نحن الذين ما زلنا نؤمن بالحلم، سـ"نخبصها" في الداخل.
 
وسنُردّد الجملة التي كان يحلو للأديبة والزميلة الراحلة مي منسّى أن تُردّدها قبل كلّ لقاء مع المهرحان: "ميرنا البستاني بدّها تجنّ؟ منجنّ معها... بس من خلال الموسيقى".
 
وخلال 13 حفلة تمتدّ من 16 شباط وحتى 13 آذار، نحن على موعد مع الجنون الذي لطالما حكت عنه تلك الشابة الشاعريّة والـ"مجبولة بالقلق"، مي، التي كنّا نُناديها في الجريدة: "ميم – ميم"، متوسّلة عروقها وخيباتها لتكتب من خلالها عن فيردي وموزار، و"سنجنّ" ونسمح لأنفسنا بأن "تأخد مداها"، كما كانت لتُحبّ.
 
(مارك فياض)


وبعد التصفيق السعيد الذي يُنبئ بالعودة، توجّهت الأنظار إلى خشبة المسرح في القاعة العريقة حيث جلست السيدة ميرنا البستاني، مديرة هذا المهرجان، هي التي يُقال أنها لطالما كانت مُتطلبة إلى أقصى الحدود بحثاً عن الأجمل والأكثر إبداعاً. والسيدة لورا لحود، نائبة المديرة التنفيذيّة، الممثل المسرحي الكبير جورج خباز – العضو في اللجنة الذي يحلو الاستماع إلى جنونه والاستمتاع به وغيرهم من الأعضاء الذين يتمايلون على صدى العراقة.
 
وبمناسبة إطلاق النسخة الثامنة والعشرين من هذا المهرجان الذي لطالما خصّصت له "النهار" مساحة كبيرة بفضل جهود "ميم – ميم"، قالت لحود في كلمتها: "أولاً أودّ أن أتأهّل بالحاضرين وأقول لكم: أهلًا وسهلًا، اشتقنالكم. سيُقام المهرجان من 16 شباط حتى 13 آذار ويتضمّن إلى الحفلات الموسيقية الـ13، محاضرتين وأنشطة مُتنوّعة تُقام على هامش المهرجان. يحمل مهرجان البستان هذه السنة عنوان: Reconnect، أي أنّنا سنتواصل من جديد. نعود ونتواصل معكم، مع الجمهور، مع الفنانين، مع الموسيقى، مع أنفسنا، ومع كلّ ما ومن يهمّنا. نعود ونتواصل معكم بالثقافة، بالموسيقى التي تُعزّز الأمل بالحياة".
 
(مارك فياض)

وأضافت:" لا يُمكن لأحد أن ينسى أنّه في وقت الكورونا، عندما توقّفت الحياة عمليّاً، كان الناس بالمليارات يعيشون العزلة والحجر. وكانت الثقافة هي الملجأ الوحيد والمنفّذ الوحيد، والنفس الوحيد. كانت الثقافة هي الصلة مع الحياة في لبنان وفي العالم أجمع. شاهدنا وتابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات لفنانين وموسيقيين عالميين يعزفون ويقومون بحفلات موسيقيّة online، وشاهدنا كيف خصّص عدد كبير من الفنانين مواهبهم بخدمة التوعية من الكورونا".
 
وأضافت: "في لبنان، كما في العالم كله، كان الناس يغنّون من على الشرفات، وكانت القصص تُحكى online، والمتاحف تُنظم جولات افتراضيّة. لكنّ المشكلة التي يُعاني منها لبنان أكبر بكثير. لقد بلغ الحدّ بنا أنّ الضحك أصبح خطأ، كأنّنا لا نستحق أن نفرح أو أن نعيش. ونحن أيضاً في مهرجان البستان نُعاني الأمرّين، على غرار كافة اللبنانيين، نُحاول أن نستمرّ ونُقاوم هذا الانهيار الوحشيّ".
 
ولأنّ المهرجان يرفض أن يستسلم، "سوف نواصل مواجهة المعاناة وبالإصرار على الحياة. هذه هي طريقتنا في المُقاومة، المُقاومة من خلال الفن والإبداع والفرح. لن نسمح للانهيار أن يقتل كلّ أمل فينا".
 
ونقلت خطابها إلى اللغة المحكيّة قائلة بعفويّة:" نحن صامدون ومتفهّمون الوضع وحاسين مع الناس. منشين هيك أخدنا قرار أنو نبيع كلّ البطاقات بسعر واحد: 350 ألف ليرة لبنانية ليقدر أكبر عدد من الناس يحضر الحفلات".
 
(مارك فياض)

ورحّبت لحود بالفنانة اللبنانيّة "يالّلي موجودة معنا اليوم، أميمة الخليل، ويالّلي راح تشارك بالمهرجان لأوّل مرة، وزوجها المؤلف الموسيقي هاني سبليني وقائد الأوركسترا الوطنية للموسيقى الشرقيّة، أندريه الحاج، وبيار جعجع الراقص ومُصمّم الرقص، وفرقته".
 
وعرّف بعدها مدير المهرجان الفنّي منذ أعوام طويلة، جيانلوكا مارسيانو عن الحفلات في البرنامج الذي يفتتح جنونه الأربعاء 16 شباط مع السوبرانو جويس الخوري، ويُرافقها مارسيانو بنفسه على البيانو، لنترنّح معهما على أنغام بوتشيني وفيردي، ويختتم فعالياته في 13 آذار مع "أوبرا من أجل السلام" مع السوبرانو كاتلين نورتشي والتينور مليندي أوبراي باتو، والباريتون نيكولاي زميليا سكيخ.
 
على أن تكون حفلة 29 شباط مجانيّة عنوانها "يوم لم ينته" وفيها يُجسّد علاء ميناوي وفلاديمير كوروميليان وأحمد عامر ذاك النهار الذي هُزمت فيه بيروت، وذلك من خلال الأداء المسرحي والبيانو والرسوم البيانيّة (ولحضور هذه الحفلة، الحجز المُبكر ضروري).
 
وستقدّم السوبرانو جويس الخوري ضمن الأنشطة الموازية للحفلات، محترف للصوت الخميس 17 شباط. وعازف التشيللو فكتور جوليان لافيريير يُقدم محترف للتشيللو. أمّا الإثنين 21 شباط، فنجتمع في متحف سرسق لنستمع ونستمتع بمحاضرة يُلقيها جورج حداد تتمحور حول صوت الحرية. وأيضاً في متحف سرسق مُحاضرة يُلقيها وديع صبرا في اللغة الفرنسية.
وفي قاعة الـAUBMC في الحمرا، نلتقي الثلثاء 1 آذار بعازف البيانو بوريس بيريزوفسكي (المقاعد محدودة).
 
(مارك فياض)

يُمكن الحجز Online عبر موقع www.albustanfestival.org وتُباع البطاقات في مكتب مهرجان البستان
 04-972980
03-752200
 
وأيضاً في مكتبة أنطوان في فروعها الآتية: سن الفيل، ABC الأشرفية، ABC ضبيه، ABC فردان، الجامعة الأميركية، ميترو – جونية وطرابلس.
 
 يُمكن أيضاً زيارة موقع www.antoineticketing.com
 
تُقدم النقل من بيروت إلى بيت مري City sightseeing بسعر 150 ألف ليرة.
 
وسيُطلب من الزوّار إظهار شهادة التطعيم مرتين، بالإضافة إلى نتيجة فحص الـ"بي سي آر" لا تتخطّى الـ48 ساعة.
 
(مارك فياض)

وقبل كلّ حفلة سيكون لنا لقاء مع الفنانين المُشاركين في هذا البرنامج المُرتقب لنتعرّف إليهم وإلى الأعمال التي سيقدمونها.
 
إلى فندق البستان، لـ"نجنّ" ونُعطي لأنفسنا "مداها"، كما كانت تفعل شابة شاعريّة لم تكبر يوماً. كنّا ندعوها "ميم – ميم"، وكانت تتوسّل بخيباتها لترقص كلماتها الشاهقة على أنغام الفرح.
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم