السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

"رموز الطبيعة" لوحات لإيهاب أحمد في غاليري مارك هاشم: معرض عن جماليات لعالَم لا يُرى بالعين المجرّدة

المصدر: "النهار"
روزيت فاضل @rosettefadel
تصوير حسن عسل.
تصوير حسن عسل.
A+ A-
في صالة غاليري مارك هاشم، شارع ميناء الحصن في وسط بيروت، معرض للفنان التشكيلي إيهاب أحمد في لوحات من الفن الساذج تنقل الزائر الى "رموز في الطبيعة"، وهو عنوان المعرض المستوحى من الطبيعة وأركانها الرئيسية الشجرة، الوردة، السمكة، الفراشة وسواها، في محاولة لإظهار العالم المدهش لجمال هذه العناصر غير المرئي بالعين المجردة...
 
يعرض أحمد نحو 20 لوحة في المعرض، وهو يجسد عبر الألوان تفاصيل مدهشة في الطبيعة بعفوية وتلقائية وارتجال، معتمداً في تقنياته على الاحساس الطاغي على العقل من دون المسّ بدوره في عملية خلق الإبداع.

لِمَ تشغل الطبيعة أحمد؟ الجواب بسيط. فقد ذكر لـ"النهار" أنه أراد في هذه اللوحات أن يتخيل عالم الطبيعة من داخله، اي أن يغوص عميقا في جزئيات جمال كل ركن من اركانها من خلال ابرازه عوامل كثيرة واسعة المدى، مشيراً الى أنه "يتطلع من خلال هذه الأعمال الفنية الى أن يكرم الطبيعة على عطاءاتها للإنسان، للحياة من خلال عرضه في كل لوحة ما لا تراه العين المجردة في عناصر الطبيعة، لكي لا تمر هذه الكنوز الجمالية مرور الكرام في حياتنا..."
 
ويقول: "أتخيل تفاصيل مدهشة في الطبيعة، لا بل أجسدها في الألوان لأكتشف الجمال والعالم المدهش المرتبط بكل زاوية من عناصر الطبيعة من داخل عالم خاص بكل واحدة منها".

نصف لوحاته بلا عنوان. الأمر مثير للغاية لأنه يترك للزائر حرية التواصل مع العمل الفني، مع الإشارة الى أن العناصر الجمالية العفوية تحاكي الوهم وتعطي فرصة للهروب من المنظور أو حتى الشكل...

في جولة على اللوحات، تبدو الأعمال متلاصقة مع مراحل عمر الإنسان كألوان باردة إيذاناً بخريف العمر، أو حارّة كربيع حياته، ما يعكس ترابطاً وثيقاً بين مراحل عمر كل من الإنسان والطبيعة.
 
لنعد الى أحمد. بالنسبة إليه، "الفن الساذج، الذي هو نصف تجريدي، يختزل الواقع والخيال في نقلة خاصة طفولية تحفز، من خلال المُشاهد او الزائر، على اكتشاف العمل كما يحلو له، أو حتى كما يشعر شخصياً أثناء وقوفه أمام اللوحة".

ماذا يعني بذلك؟ يجيب بعفوية أنه انجرف طوعاً الى الفن الساذج حيث تكون اللوحة في حركة دائمة، حتى بعد الانتهاء من رسمها، مشيراً الى أنه "تأثر بإسم علم في هذا الفن هو جان دوبوفيه، الذي لا حدود لخياله في الرسم..."

لا ينكر أحمد أن "كل لوحة تحمل بعض القلق، وهو شعور وجودي يتملك الفنانين عموماً والعامة من الناس خصوصاً، لأنه شعور ملازم لحياة الإنسان".

تقنيات الرسم في اللوحات تتفاوت ما بين ألوان حارة وباردة، وهي لا تخلو من التناغم والتوازن في ما بينها لأنها تجسد محاولة أرادها أحمد للغوص في الجماليات غير المنظورة لأركان الطبيعة وعناصرها الأساسية.

وذكر أنه عندما قرر الغوص في العالم اللامرئي لزهرة التوليب مثلاً، عمل على تقصّي الجمال فيها "بدءاً من اللون البنفسجي، الذي يختصر هويتها، وصولاً الى النظر بإمعان في كل بتلة منها لأرى الجمال فيها".
 
وقال: "يمكن أن نشم رائحة الورد من اللوحة. لكن ما أهدف إليه هو أن أكشف جزئيات في هذه الوردة، التي تشكل عالماً بذاته"...

ويبقى أحمد، وفقاً له، "على تماس مع إدخال المرأة في لوحاته لأنها تهب الحياة، لا بل هي الحياة والكائن المفعم بالأحاسيس"، مشيراً الى "أن اللوحة، التي تحمل في وسطها رسماً دائرياً عن أمّنا الأرض مهمة جداً لأنها تضم مكونات اليابسة كلها في عالم الطبيعة لتكون نموذجاً لما هو جميل أو هبة الله الى الإنسان"...

للوحات هذا الفنان عالم خاص متحرك بأسلوب طفولي بريء لا يخلو من القلق الوجودي، كأنه محاولة متكررة في كل لوحة للهروب من ضغوط الحياة، من المرئي في يومياتنا، الى الغوص في عالم جميل وراء الأفق البعيد...

*يستمر المعرض الى الإثنين 9 كانون الثاني، يومياً من 10،30 صباحاً الى 7،30 مساء.


[email protected]
Twitter:@rosettefadel


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم