الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

تكريمًا للشاعر ياسين الأيوبي... "إيلينا" تُبعث من قلب القصيدة

المصدر: "النهار"
لوحة "هيلينا" للرسّام الفرنسي غاستون بوسيير.
لوحة "هيلينا" للرسّام الفرنسي غاستون بوسيير.
A+ A-

وفاءً لعطاءات الدكتور ياسين الأيّوبي الّتي زادت عن مئة كتاب، نظّم منتدى شاعر الكورة الخضراء حفلاً تكريميًا مساء أمس الخميس في مسرح الرابطة الثقافية في طرابلس، تخلّله إهداء كتابه النقدي في الآثار الكاملة  لشاعر الكورة الخضراء عبدالله شحاده وديوانه الشعري الجديد  "عندما يعصوصف الوصال" الصادرَيْن عن المنتدى.

وكتب الدكتور جوزاف ياغي الجميّل بالمناسبة، كلمة بعنوان "الدكتور ياسين الأيوبي مُكرّمًا"، جاء فيها:

"إيلينا والعشق الشفقيّ" عنوان يغري بالقراءة والقراءة. ويكبر السؤال المزدوج المرتبط بالعنوان: من تكون إيلينا؟ وما العشق الشفقيّ؟

قد يكون إيلينا اسماً مركباً من "إيل" و"أنا". والإيل في التراث القديم، هو الإله الوثني الذي يرتبط بحضارات الشرق القديم. والأنا هي الشاعر الدكتور ياسين الأيوبي في نرجسيّته الّتي حوّلته إلى مساوٍ للإله، في عمق تكوين ألوهية تتجاوز الإنسان إلى عرش رسّخت دعائمه الأحلام والأنغام.

أنا الإله يذكّرنا بإله نيتشه، أو بالإنسان المتفوّق الذي يحتضن الكون بين ذراعيه، ويعلن كونًا ذاتيًّا يعبر المجهول إلى صميم الفكرة الهيوليّة البدائيّة.

أنا الإله، أو الإله أنا، تأكيدٌ لحقيقة ما ورائيّة عنوانها اتّصال بين الإنسان وإلهه، في حلوليّة صوفية بامتياز. وهذه الفكرة ليست بعيدة من الفكر المسيحي اللاهوتيّ الذي قرّب العلاقة بين المعبود وخالقه، فأصبح الله ابنًا للإنسان، ممثلاً له، ومتماهياً وإياه، في حياته الأرضيّة.

تأويلٌ ثانٍ لاسم إيلينا، يعيدنا إلى هيلينا، التي اختطفها باريس، وكانت النتيجة اندلاع الحرب بين طروادة وإسبارطة. وكان السبب هو العشق بما رافقه من تدخل الآلهة.

أيّها العشق، هنيئا لك، أنك المصطفى، راية الإبداع، مشيّد القصور، منذ غابر العصور!

وقد تكون إيلينا حبيبة الشاعر، فيبطَل كل تأويل، وتستيقظ في الذات علاقة عطف بين إيلينا والعشق. وأي عشق هو؟ إنه العشق الشفقي. والنسبة إلى الشفق تحمل بعدين، أو تأويلين: قد يكون الشفق تلك المحطة الزمنيّة من النّهار، حيث ولادة الصباح، فتظهر غزالة السماء، مرسلة أهدابها الإشعاعيّة، إلى عالم الوجود، والسجود، وكوكبة الأنوار.

وقد يكون الشفق مشتقًا من الشفقة. والشفقة مصدرها القلب المعتّق بالوجد والهيام، والوعد للمستهام.

بين وعد السماء وعمر الشاعر حلم. وحين تصحو الأحلام، يرتدي العشاق أنغام البوح، ويعلنون إشراقة النور الأزلي، في مساكن البلور، حيث منازل الألق والسلام.

دكتور ياسين الأيوبي، في بيادر شعرك سنابل تحصدها قيثارة عرفانيّة. وفي القلب أنوار سندسيّة.

أردت أن أكتب عن ديوانك، فاكتفيت بالعنوان. والعنوان إحدى عتبات النص والقلب، يورق في تضاريس الألق والغرق، ويثمل في متاهات السكون.

كم يكبر بنا القلب، حين يخترق شعرك إلى عمق اللباب. لباب شعر أنضجته عقود من النقد الأكاديمي المعتق بالمحبّة، والحرف القدموسي الإيلينويّ العاشق.

مباركٌ تكريمك اليوم. إنّه عرس الوفاء، يعلنه منتدى شاعر الكورة الخضراء عبد الله شحادة الثقافي، لأنّك كنت أمينًا، وضاعفت الوزنات، فادخل إلى عرش السعادة السامق، لك منّا، عارفيك ومحبّيك، كل المحبة والاحترام.


الدكتور جوزاف ياغي الجميّل

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم