"أسماء فقط" للروائية العراقية خلود البدري: الفنّيّة النسويّة

رياض سبتي*"ها هي اليوم أسماء أناس عشت معهم، مرّت شخصوهم في سِفر أيّامي، بينما اردد للحين صدى هسيس سنوات مزقتها بحلوها ومرها، فاذا بها تُرجعني الى الما وراء كقصاصات ورق ألصقتها في تخوم الذاكرة لأبدأ فصلا أول من حياتي". بهذه اللمحة التعريفية تقدم الروائية العراقية خلود البدري روايتها الموسومة "اسماء فقط" الصادرة عن "دار النخبة للطباعة والنشر والتوزيع".من اليسير على كل من يقرأ هذه الرواية ان يعتقد انه يقرأ سيرته الشخصيّة، وهذا يضعنا في منطقة واحدة من التشابه التلقائي ما بين تفاصيل النص وشخوصه وتفاصيل حياة واقعنا اليومي والمحيطين بنا من أسماء تدور في ذاكرتنا اليومية وإن بتجسيدات وتعقيدات ليست مماثلة كما هي مجسّدة في النص الروائي.فالميل نحو التسلسل الدرامي للأحداث ليس بالضرورة ان يكون جماليّاً او على معيارٍ زمنيٍ خالص، فالكاتبة تحاول استرجاع الماضي وتحيلنا عليه بعلامات واضحة: "ها أنا الان أعني – انذاك – أضع على سطح رحلتي سجّل الست ساهرة" (ص 53)، "الآن، اقصد انذاك، اختي مريم الاصغر مني بعامٍ واحد فقط في الصف السادس الابتدائي، حيث البكالوريا الاولى" (ص 54)، لتتم بعدها اطاحة الماضي والانقلاب عليه لتعيدنا الى حاضرنا: "اليوم لست اقصد –انذاك- يدور في رأسي سؤال يحيّرني: هل ترسبت شتائمي الجارحة في اعماق مريم فردّتها لي لاحقاً بفعلٍ غيّر موازين حياتي؟"(ص 55).هكذا يكون لمختلف مسارات...