الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

لا يا سادة... ليس معرضًا للكتاب!

المصدر: "النهار"
Bookmark
معرض الكتاب.
معرض الكتاب.
A+ A-
الدكتور محمد ماجد*كنت يافعًا أنتظر بشغف العاشق انطلاقة معرض الكتاب، ينظّمه النادي الثقافيّ العربيّ في القاعة الزجاجيّة في وزارة السياحة في الحمراء... وقتذاك كان معرض بيروت العربيّ للكتاب! الوزارة تدعم الثقافة، فتقدّم صالة لا تحمّل الناشر عبئًا ماديًّا، فيحسم من أسعار الكتب لمصلحة القارئ، تقام ندوات جادّة، تنمو أجيال واعية...وجاءتنا وعود الحرير والحداثة الجديدة الّتي ترى إلى الازدهار سوقًا لكلّ شيء فيه ثمن... والتحق بركبها زعماء الحرب وشيوخ القبائل، وقالوا لنا: إليكم دولة! ثقافة؟ دعكم منها، هي صورة جذّابة فحسب... ولبنان وسيط، سمسار، ملهى... واللبنانيّ حاذق يجيد فنون التسويق، ولا سلعة تدرّ أكثر من الجَمال... والجمال موجود: لقد أمّنت حداثة الحرير وظائف لآلاف الشباب، كما قال لي علي عسيران، نائب المنظر، ذات عزاء، مدافعًا عن منجزات رفيقه، وأردفت: وآلاف الشابّات! لم يفهم، أو فهم وسكت، لا يهمّ، هنيئًا!صار لكلّ شيء ثمن، والثمن هو القيمة، وصرت أكدح - ومَن مثلي معي - لتأمين حياة بشرف، وحولي يرفلون بحداثة الحرير، فاغتنى مَن اغتنى، لصيقًا بشيخ قبيلة، أو تاجر نخاسة، أو مضاربًا في عقار، أو لاعب ميسر سمّوه ازدهارًا مصرفيًّا... أو قوّادًا برتبة مسؤول رسميّ أو حتّى نادل مطعم يبشّ للسائح بعباءة، ويعبس بوجه لبنانيّ ليس مكانه وسط العاصمة حيث "سوليدير" واجهة لبنان المبتسم للمستقبل! وشيئًا فشيئًا اختفى الحرفيّون، والمزارعون، والعاملون، والإعلاميّون الجادّون، والمثقّفون للحياة، والمتعمّقون فكرًا وفنونًا وأدبًا وعلومًا... وصار اللبنانيّ "الفارغ" يشتم عاملًا...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم