مُرافعة عيسى مخلوف تُنصف فان غوغ: "كلّنا منتحرو المجتمع"

بعنوانٍ من قسوة وإنصاف، ينطلق الكاتب والصحافي عيسى مخلوف لنبش سيرة الفنان التشكيليّ الهولنديّ فانسان فان غوغ (1853- 1890). يُقدّم لكتاب الفرنسيّ أنطونان أرْتو عن الرسّام المُعذّب، ويترجم رؤيته المُغايرة لسيرته ونتاجه. "منتحرو المجتمع"، الصادر حديثاً عن "دار الرافدين"، يحتفل بالرسّام ويردّ اعتباره، عارضاً، أيضاً، في 32 صفحة، صوراً بالألوان لعدد من لوحاته في متاحف العالم. يلتقيان بالمعاناة، فإذا بأرْتو يكتب عن فان غوغ كمَن يكتب عن نفسه الناظر إليها في المرآة. غضبُ الكتابة جارف، يطال النفاق الاجتماعي وتلوُّن البشر، فنظرة الطبّ النفسيّ للمبدعين وأوجاعهم. تخرج الكلمات كصرخة: "أنا الجرح والسكّين"، يقول الشاعر الفرنسي بودلير عنّا جميعاً. عيسى مخلوف طرفٌ ثالث في معادلة أرْتو- فان غوغ. باللغة، بالوضوح في المعالجة والإنصاف الإنسانيّ. يتبنّى قضيّة رسّام قضى انتحاراً نيابة عن مجتمع يمتهن إطلاق الأحكام ويتلذّذ بالقتل المعنويّ. لا يكتفي بالمرافعة الجمالية- الأخلاقية بأسلوب بديع، بل يضرب بيدٍ من حديد ما لحق بالفنان من تشوُّه وظلم، مُحاولاً حسم المسألة للمرة الأخيرة: "كتب أرْتو عن فان غوغ ليُبرّئه من الجنون ويتنقد بشدّة علماء النفس والمجتمع...