الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

بول شاوول تحية إليه في علوّه البيروتي ومغامرته الشعرية المفتوحة

المصدر: "النهار"
سليمان بختي
Bookmark
 الشاعر والكاتب والمسرحي والمترجم والناقد بول شاوول.
الشاعر والكاتب والمسرحي والمترجم والناقد بول شاوول.
A+ A-
كلما مررت في شارع الحمراء ورأيت الشاعر والكاتب والمسرحي والمترجم والناقد بول شاوول على كرسيه في المقهى شعرت بالإطمئنان وادركت أن المكان لا يزال وفيا لشهوده الكبار. يقرأ الجريدة ولا يقرأ. يفتح فمه ليضع السيجارة. يكتب ولا يكتب. يرى في الشارع رئة نادرة. ويعتبر الحمراء عاصمة لبنان الحقيقية. يتذكر انه في هذا الشارع وفي غيره مثل بلس والأونيسكو قاد التظاهرات الطالبية الحاشدة وتلك الطيارة في السبعينات، ويسمع صوته هاتفا من بعيد "رصوا الصفوف، رصوا الصفوف"، وأنه نال نصيبه من علامات النضال جروحا في الرأس وكدمات ومطاردات. عانى قمع السلطة والدولة ثم عانى لاحقا قمع المجتمع الطائفي والمذهبي والأصولي وأمراء الحرب الأهلية. يمشي في الشوارع المتنوعة في رأس بيروت كأنه يمشي في منامه، أو كأنه ينتقل من غرفة إلى غرفة في منزله. لا تزال تراوده الأحلام لأجل أن يكتب القصيدة المشتهاة وتنعيم النظر في عمل شعري أو مسرحي له لا يرضى عنه أبدا. يدقق ويتطلب وينافس نفسه حتى لا يمر الزمان ويكتشف التشابه. لا يعلل النفس بما تشتهيه بل يذهب بعكس ذلك. لا يريد أن ينسخ نفسه أو يقلدها. يخاف أن تشبه كتابته كتابته. أحكامه قاسية على الشعر والشعراء الرواد وغير الرواد. ذات مرة دخل في سجال عنيف مع الشاعر أدونيس واتهمه باستباحة بيروت، لكنه عندما علم أن أدونيس دخل المستشفى لإجراء عملية جراحية دقيقة زاره باسما دامعا.  لا يزال بول شاوول في حومة الشعر وآخر إصداراته "ملحمة الشعر الفرنسي الجديد (1960-2016)" حيث يتجه في هذا الكتاب إلى ترجمة الشعراء الفرنسيين الشباب في موجاتهم الجديدة. كما أصدر كتابا يترجم فيه قصائد مختارة للشاعر الكبير بابلو نيرودا من مجمل أعماله. تحت الطبع قصيدة طويلة له بعنوان "القصيدة المتوحشة" و"ذلك الجسد" عن...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم