الثلاثاء - 30 نيسان 2024

إعلان

منع وغرابة وتدليس سياسي في أول ويك أند من مهرجان برلين

المصدر: "النهار"
هوفيك حبشيان
Bookmark
"كعكتي المفضّلة" عُرض في غياب مخرجته ومخرجه.
"كعكتي المفضّلة" عُرض في غياب مخرجته ومخرجه.
A+ A-
من أكثر الأفلام التي نالت الاعجاب في مسابقة الدورة الحالية من مهرجان برلين السينمائي (15-25 الجاري)، "كعكتي المفضّلة" للمخرجة الإيرانية مريم مقدّم وزميلها ومواطنها بهتاش صناعي، اللذين احتُجِز جوازاهما ومنعتهما سلطات بلادهما من السفر إلى الـ"برليناله"، وهما يخضعان الآن إلى التحقيق. كان هذا متوقَّعاً، لا بل يُمكن وصفه بمشهد بات مألوفاً منذ فترة في كلّ مهرجان سينمائي يعرض فيلماً إيرانياً يخالف معتقدات نظام الملالي. والواقع ان كثرا يوظّفون هذا المنع لمصلحتهم. بعث المخرجان برسالة، قرأتها ممثّلة الفيلم ليلي فرهاد بور، خلال المؤتمر الصحافي حيث تُرك كرسياهما شاغرين، وجاء فيها: "نحن ممنوعان من الانضمام إليكم ومشاهدة فيلم على الشاشة عن الحبّ والحياة، وأيضاً عن الحرية، الكنز المفقود في بلادنا، حيث ليس من الممكن سرد قصّة إمرأة إيرانية مع التزام القوانين الصارمة مثل الحجاب الإلزامي". صُوِّر الفيلم قبل الاحتجاجات التي عمّت إيران في أيلول من العام 2022، رُفعت خلالها شعارات مؤيدة للمرأة قبل ان يتم قمعها. ثورة وُلدت على وقع وفاة شابة كردية إيرانية اسمها مهسا أميني، خلال احتجاز شرطة الأخلاق الإيرانية لها. ولكن بما ان قضية المرأة مترابطة في إيران، فهذا الفيلم امتداد لكلّ ما يحدث في هذا البلد، وذلك من خلال حكاية بسيطة لا تنطوي على أي تعقيد.هذا ثاني فيلم روائي طويل لهذا الثنائي الذي لفت الأنظار بعمل أول عُرض في النسخة التي أقيمت "أونلاين" من مهرجان برلين عام 2021، وجاء بعنوان "أغنية البقرة البيضاء" الذي يروي نضال إمرأة تكتشف ان زوجها الذي أُعدِم كان بريئاً، ومنذ تلك اللحظة يبدأ صراعها مع نظام بيروقراطي لا يرحم. مُنع الفيلم في إيران، وواجه المخرجان مضايقات عديدة، لكن مع ذلك صورا جديدهما، وهذا سيناريو صار مألوفاً كثيراً في إيران، ولا يفهمه أحد. جديد هذا الثنائي لا يختلف كثيراً عن العمل السابق، اذا أخذنا في الاعتبار انه فيلم موجَّه ضد كلّ أشكال السلطة المفروضة، الدينية والسياسية والأخلاقية، التي تتدخّل في حياة الإنسان. الفيلم في هذا المعنى يتجاوز "الخطوط الحمر" التي وُضعت في إيران في ما يتعلّق بالسينما. فالبطلة هنا أرملة سبعينية تعيش وحدها، بعد موت زوجها وهجرة...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم