الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

"النهار" تحاور بارباريسكي منتج بولانسكي وسياسي مشاكس: الخلط بين الإنسان وفنّه نوع من نازية وأنا أحارب ثقافة الصحوة

المصدر: "النهار"
هوفيك حبشيان
Bookmark
خلال الحوار مع "النهار" في الجونة.
خلال الحوار مع "النهار" في الجونة.
A+ A-
يؤمن لوكا بارباريسكي بأن "القصر" لرومان بولانسكي الذي أنتجه أخيراً بموازنة 22 مليون يورو، سيحتاج إلى بعض الوقت كي يُرد إليه الاعتبار، وهو الرأي الذي أوافق عليه بشدّة. في مهرجان الجونة الأخير، حيث حاورتُ المنتج والمخرج والممثّل والسياسي، الإيطالي من أصل أوروغواياني، لم ألتقِ ناقداً إلا هتف قلبه لـ"القصر" الذي كان تعرّض لهجوم عنيف عند مشاركته في البندقية (أيلول الماضي)، حد ان مدير "الموسترا" ألبرتو باربيرا اضطر إلى ان يستنكر هذه الحملة، فقال: "لا أفهم لماذا لا يُمكن للمرء التمييز بين مسؤوليات الرجل ومسؤوليات الفنّان. بولانسكي في التسعين من العمر، وهو أحد آخر المعلّمين العاملين، لقد صنع فيلماً استثنائياً”."القصر" هجاء سياسي واجتماعي تجري أحداثه قبل ساعات من دخول العالم في الألفية الثالثة. يبدو ان بولانسكي ما عاد قادراً على كبت رغبته في شن أعنف هجوم على الأثرياء وعالمهم السطحي المتصنّع واهتماماتهم البعيدة من الواقع، فقرر تقديمهم شلّة من الأغبياء السوقيين البشعين المنافقين السمجين، من خلال هذه الكوميديا السوداء التي تحرص على تمريغ الجميع في الوحل بشكل متساوٍ ومن دون تفضيل أحد على آخر، ومن دون أي إحساس بالرحمة، بل بشيء من التشفّي المحبب جراء المصير الذي سيلقاه كلّ شخص من هؤلاء. الاستعراض الذي سيضعنا أمامه لا يشبه أي شيء من الممكن ان نشاهده في السينما الحالية، رغم ان البعض أصر على تشبيهه بـ"مثلّث الحزن" لروبن أوستلوند والقول بأنه نسخة كاريكاتورية عنه. يبدو ان العرب "استوعبوا" هذا الفيلم أكثر من أقرانهم في الغرب، وهذا ما ظهر لي بوضوح في الجونة. لقد خرج معظمهم من العرضين بوجوه ضاحكة تعلوها البهجة. الفيلم أدخل التسلية إلى قلوبهم وحضّهم على التفكير بسخريته الهدّامة ونمطه الانقلابي، وذلك خلافاً لزملائهم الأوروبيين والأميركيين الذين عبسوا في وجه هذه الرائعة بشكل يثير الضحك، ولم يتوانوا عن الوقوع في أشد أصناف الصواب السياسي انحطاطاً، عندما قيموا الفيلم انطلاقاً من قضية ممارسة الجنس مع قاصر التي لا تزال تلاحق بولانسكي منذ السبعينات إلى اليوم. فصل الفنّان عن فنّه مجرد ذكرى اليوم، وغيابه يضرب بأسس النقد السينمائي عرض الحائط، اذ لا يخجل البعض من محاكمة أخلاقية لعمل فنّي. النحو الذي استُقبِل به عمل بولانسكي في البندقية فضيحة كاملة الأوصاف، اذ بدا رد فعل انتقامياً بائساً وتصفية حساب دنيء على قرار المهرجان ضمّه إلى البرنامج. هذا مع العلم انه نزل إلى الصالات أخيراً في العديد من البلدان الأوروبية (بولندا، روسيا، ألمانيا، اسبانيا، البرتغال)، ولم يجد موزعاً إلى الآن في بلدان أخرى، منها فرنسا التي لبولانسكي فيها مكانة رفيعة، حيث يبدو ان اللوبي النسوي حاصره هذه المرة من كلّ الجهات. "قد يخرج في الصالات الفرنسية، لكن خروجاً محدوداً، فقط بعشر...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم