الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

مهرجان البندقية 79: الشرّ قرار عند مارتن ماكدونا ولبنان كما لم نره من قبل

المصدر: "النهار"
هوفيك حبشيان
Bookmark
"بانشيات إينشرين" للمخرج الإيرلندي البريطاني مارتن ماكدونا من أفضل ما عُرض إلى الآن في البندقية.
"بانشيات إينشرين" للمخرج الإيرلندي البريطاني مارتن ماكدونا من أفضل ما عُرض إلى الآن في البندقية.
A+ A-
البندقية – هوفيك حبشيان كلّ شيء كان ممتازاً حتى أمس، وحتى أمس فقط. حتى ملصق الفيلم يصر على أن كلّ شيء كان في أفضل الأحوال، ويرفعه شعاراً له. ما الذي حدث إذن، كي يتغيّر كولم (برندن غليزن) وماذا حلّ به كي يصبح “شريراً”، ويقرّر بين ليلة وضحاها عدم التعاطي مع صديق عمره بادريك (كولن فاريل). يتحجّج بأنه ينوي عزف الموسيقى وتأليفها، هذا كل ما يودّه. ما عاد يريد تلك الصداقة القديمة ولا يطيقها. يقول إن بادريك غبيّ، محدود العقل، رغم أنه كان غبياً ومحدود العقل طوال حياته. فلمَ الآن؟ ما الذي حدث عند الرجل الستيني ليعامل هذا الشابّ الطيّب هذه المعاملة، وبهذه القسوة، ومن دون أن يعطيه حداً أدنى من التبريريات المقنعة؟ في أي حال، بادريك سيظل يحاول إعادة المياه إلى مجاريها، سيلاحق صديق الأمس في البار حيث اعتادا اللقاء، لن يقبل أن تُداس الصداقة بهذا الشكل، بهذه الطريقة وبهذه الوحشية الأقرب إلى البهيمية. فالقبول يعني أن كلّ شيء سابق لهذه اللحظة كان فارغاً، بلا معنى، مضيعة وقت. ألا نقول "بناء صداقة"؟ القبول به يعني أيضاً أن الكثير ضاع، وأن الحياة زيف لا تستحق أن تُعاش، ثم كيف سيثق بغيره بعد الآن، وهو تجاوز الأربعين؟ هكذا يرى بادريك المسألة. بطيبته وسذاجته الشهيرتين في محيطه واللتين يعتبرهما الناس قلّة عقل لا بل غباءً. لكنه غير مدرك أن بعض الناس لا يقيمون للأشياء وزناً، كما يفعلها هو. من هنا تبدأ سلسلة مواجهات بين الرجلين، فيها درس حياة كبيرة، بما يفتحه من أفق للعقل والأحاسيس. هذه بعض خطوط "بانشيات إينشرين” للمخرج الإيرلندي البريطاني مارتن ماكدونا الذي عُرض أمس في مسابقة الدورة التاسعة والسبعين لمهرجان البندقية السينمائي (31 آب - 10 أيلول). بعد “ثلاث...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم