الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

ملايين شاهدوا "أفاتار 2" في لبنان والعالم: هيّا بنا إلى الفرجة… تعالوا إلى حيث الدهشة!

المصدر: "النهار"
هوفيك حبشيان
Bookmark
“أفاتار 2: طريق المياه” لجيمس كاميرون يُعرض حالياً في الصالات المحلية.
“أفاتار 2: طريق المياه” لجيمس كاميرون يُعرض حالياً في الصالات المحلية.
A+ A-
لجيمس كاميرون مزايا كثيرة. إحداها قدرته على إخراجنا من المنظومة الرتيبة. اعتاد النقّاد مشاهدة الأفلام في المهرجانات، قبل توافرها للجمهور العريض. كاميرون كسر هذه القاعدة، دون ان يدري ربما، أقله في فيلميه الأفاتاريين الأخيرين، مجبراً إيانا على الذهاب إلى الصالة والانتظار في الصف ودفع ثمن المقعد الذي سنجلس فيه، ثم التماهي المطلق مع ناس يدفعون المال ليشاهدوا فيلماً. ولهذه الخطوة معنى بعد الوباء يختلف عن معناها قبله. ماذا يعني ان تجلس في صالة بيروتية تسع أكثر من 500 مشاهد، تضم أزواجاً ومراهقات وأطفالاً في العاشرة، ولا أحد يخرج من الصالة، لا بل يتبخّر عطر السيدات بعد أقل من نصف ساعة من بداية "أفاتار 2: طريق المياه”؟ كاميرون لا يمنحك الوقت لتفكّر بسوى ما تراه على الشاشة. لكن، صدقاً، ماذا يعني ان يحقق فيلم بلا نجوم، بلا قضية، بلا ميلودراما، بلا شخصية تنقذ الكوكب، مليار دولار في نحو أسبوعين؟ والحبل لا يزال على الجرار. لكاميرون الفضل في إعادة الناس إلى السينما، في زمن يشهد تهديداً غير مسبوق للشاشات. يعيدنا إلى حيث بدأت المغامرة مع الأخوين لوميير في مطلع القرن التاسع عشر لتصبح لاحقاً أكثر الفنون جماهيريةً. هناك شيء من الفانوس السحري في "أفاتار 2". شيء من قطار الأخوين لوميير الذي يسير باندفاع في اتجاه الجمهور مثيراً مشاعر الدهشة والهلع في آن واحد. وكأن كاميرون أعاد الأشياء إلى النقطة الصفر، وفي الحين نفسه طمح إلى التأكيد ان ما يقدّمه هو نتاج تراكم قرن وربع القرن من السينماتوغراف. كاميرون يكرّم الرواد المؤسسين في كلّ لقطة. فيلمه هدية لهم. لنا ان نتخيل لو بدأت السينماتوغراف معه. انه، بهذا المعنى، جورج ميلييس هذا العصر، الحالم الذي اعترض على مقولة ادّعت ان "السينما فنّ ولد ميتاً". ها هي شابة تخرج من مخيلة فنّان طليعي على مشارف السبعين. سينما يافعة، متألقة، رشيقة، تحبس الأنفاس لثلاث...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم