الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

هايلي غيريما يتذكّر طفولته في صالات أثيوبيا: فقدتُ براءتي مع السينما

المصدر: "النهار"
هوفيك حبشيان
Bookmark
هايلي غيريما (ملكت صادق).
هايلي غيريما (ملكت صادق).
A+ A-
“أتحدّر من عائلة متوسطة الحال. والدي كان إدارياً وأمّي مدرّسة، أو الأحرى أصبحت مدرّسة في ما بعد، لا عندما كنت طفلاً. نصف أفراد عائلتي فلاحون يعملون في الزراعة. كانت أحوالنا مقبولة: نأكل، ننام، نتعلّم. والدي هو الوحيد الذي تلقّى تعليماً من بين أشقّائه. كان مثقّفاً، لا وفق المفهوم الغربي، بل وفق معايير المدرسة التقليدية. كتب مسرحيات عدّة. مثّلتُ في بعضها. أنا أيضاً ألّفت ورفاقي بضع مسرحيات خلال سنوات الدراسة”. بهذه الجمل يستعيد المخرج الأثيوبي هايلي غيريما (1946) شريط الذكريات التي تربطه بالفنّ السابق. في أحد فنادق روتردام، خلال مشاركته في مهرجانها السنوي، يغرق في الكنبة، ليبدأ في سرد التفاصيل الشخصية والعامة التي كانت ستصنعه سينمائياً منذ السبعينات. مذذاك، قدّم للسينما الافريقية بعضاً من أهم الروائع، مثل “حصاد 3000 عام” و”تيزا”. في الآتي، شهادة معلّم السينما الأثيوبية لـ”النهار”. “تربيتُ في مدينة أثيوبية صغيرة اسمها غوندار، حيث شيّد الاحتلال الإيطالي في العام 1936 صالة سينما. لم يصمد هذا الاحتلال سوى ستّ سنين. كانت آثار الحرب كارثية، استُخدِمت خلالها الغازات السامة. جاءت طفولتي على أنقاض تلك الحرب: بقايا قنابل غير متفجّرة وأشخاص بُتِرت سيقانهم أو أياديهم.في تلك الصالة اكتشفتُ السينما. ولكن الاكتشاف الأول لم يحدث فيها، انما في صالة أخرى خارج وسط المدينة، حيث كان يُعرض فيلم وثائقي عن زيارة الأمبرطور هايلي سيلاسي إلى البيت الأبيض للقاء أيزنهاور. هذا أول فيلم شاهدته في حياتي. كان فيلماً دعائياً، الا إنني لم أكن أعلم يومذاك ماذا تعني سينما دعائية. لا أستطيع أن أقول إنني فهمتُ جيداً مضمون الفيلم. ما أعرفه أننا تربينا على تمجيد الأمبرطور. عندما شاهدنا الفيلم ونحن صغار، لم نستطع معرفة مَن مِن الرجلين، سيلاسي أو أيزنهاور، هو أمبرطورنا. هذا كان لقائي الأول بالسينما. في المرة...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم