الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

مهرجان كانّ 76: طفولة الفنّ في فيلم بالأبعاد الثلاثة... الياباني ينتقد بلاده والفرنسي يحبسنا داخل المحكمة

المصدر: "النهار"
هوفيك حبشيان
Bookmark
"أنسلم"، فيلم فيم فندرز بالأبعاد الثلاثة.
"أنسلم"، فيلم فيم فندرز بالأبعاد الثلاثة.
A+ A-
أفلام القامات الكبيرة بدأت تخرج إلى العلن واحداً تلو الآخر. بعد مرور ساعات على افتتاح مهرجان كانّ (16 - 27 أيار)، تسنّت لي مشاهدة بضعة أعمال ستكون حديث الناس في الأشهر المقبلة عندما تصبح في متناول المشاهدين من سائر أنحاء العالم. من هذه الأفلام: "أنسلم" للألماني فيم فندرز ("عروض خاصة") و"وحش" (مسابقة) لهيروكازو كوريه إيدا (كلاهما نال "السعفة" في دورات سابقة) و"محاكمة غولدمان" للفرنسي سدريك كانّ ("أسبوعا المخرجين") و"شباب (ربيع)" للصيني وانغ بينغ (مسابقة - نعود اليه لاحقاً). هذه من ضمن مجموعة من الأعمال المنتظرة التي تصعب مشاهدتها كلها لتضارب مواعيد عرضها. بعد "بينا" عن حياة بينا باوش الذي استعرض فيه فندرز فنّ الراقصة والكوريغرافية الألمانية بينا باوش، لجأ صاحب "باريس تكساس" إلى تقنية الأبعاد الثلاثة، ويجب القول من دون لفّ ودوران ان الفكرة ممتازة وتناسب المادة التي يتحدّث عنها. رجل أصلع الرأس، قوي البنية ونشيط الحركة، يطل علينا في الفيلم. انه أنسلم كيفر، الفنّان التشكيلي الألماني، أحد ممثّلي التعبيرية الجديدة، المولود مع نهاية الحرب العالمية الثانية. الفيلم بورتريه عنه، عن أعماله وعن رؤيته إلى العالم وعن عقيدته الوجودية. هناك القليل من كلّ شيء في الفيلم: فلسفة وسياسة وغيرهما من المواضيع التي تتقاطع مع أعمال أنلسم الذي اشتهر في أواخر الستينات عندما التقط صوراً فوتوغرافية لنفسه وهو يؤدي التحية النازية في عواصم أوروبية عدة. اقتصرت الفكرة حينها على القول ان النازية لم تمت. استفزاز أراد أنسلم من خلاله تحريك الضمائر، والتفكير في ما كان ممكناً ان يفعله لو كان شاباً في الثلاثينات. أي معسكر كان سيختار؟ هل كان سيكون نازياً؟ كلّ شيء وارد، والتعتيم على موضوع لا يعني عدم وجوده. فندرز يجعلنا نرقص. نعم، هذا ما هو عليه الفيلم. انه رقصة تعانق المادة الفنية والسياسية والتاريخية. تساؤلات المخرج لا تجد دائماً أجوبة شافية عند أنسلم، لكن بعضها يعثر على صدى لها داخل أعمال الفنّان نفسه، وهي أعمال تستعير من الأنقاض والأراضي القاحلة والهياكل العظمية والبيوت المتراكمة. يعطي الفيلم الاحساس بأنه كلما اقتربنا من الشخصية...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم