مخرجتان لبنانيتان أفلمتا النوبلية آني إرنو: حبّ وجنس وإجهاض تمكيناً للمرأة العصرية

شهد أدب آني إرنو، الروائية الفرنسية الحائزة نوبل الآداب العام الماضي، ثلاثة اقتباسات سينمائية طويلة على الأقل. في العام 2008، نقل المخرجان بيار تريفيديك وباتريك ماريو برنار روايتها "الاحتلال"، الصادرة قبل ستة أعوام من تاريخ الاقتباس، إلى الشاشة، عبر فيلم عنوانه "الآخر"، عن شاب يُدعى أليكس (سيريل غيه) يطمح إلى عيش حياة مشتركة مع حبيبته آن ماري (دومينيك بلان)، الا ان الأخيرة ترغب في البقاء حرّة مستقلّة. سيدفعها هذا إلى الانفصال عنه مع الحفاظ على حد أدنى من العلاقة، لكن عندما يرتبط أليكس بحبيبة جديدة، يسيطر الغيرة عليها بشكل غير مسبوق، فتجد نفسها في جو من القلق والجنون والبارانويا المدمّرة. يضعنا الفيلم داخل عاصفة نفسية تعيشها سيدة خمسينية، وهو العمر الذي كان قريباً من عمر الكاتبة عندما وضعت روايتها هذه. يعطي الفيلم هواجس إمرأة منبوذة عاطفياً، حضوراً بعيداً من حضورها الوصفي في رواية إرنو. هذا الحضور يتجسّد عبر الصوت والوجه. بعضهم وصف الفيلم بأنه صراع غامض بين إمرأة والشيطان. نجح المخرجان في التخلّص من الأعباء التي تفرضها عملية الاقتباس عبر تعزيز الجانب البصري للفيلم وجعله أولوية. الأمر الذي فاز بإعجاب الناقد سيرج كاغانسكي الذي كتب انه في امكانه الاستمتاع لساعات بالابتكارات السمعية البصرية، فالمخرجان في نظره استطاعا حمله على الإحساس بموجات تجربة فيلمية. أما آن ماري، فثمّة اجماع على "انها شخصية مغبّشة في فيلم مليء بالتفاصيل". “شغف عادي” لدانيال عربيد. الا اننا، في الحديث عن اقتباسات روايات إرنو، نلاحظ ان مخرجتين فرنسيتين من أصول لبنانية تولّتا هذه المهمة: الأولى أودريه ديوان مع "الحدث" الذي نال جائزة "الأسد الذهب" في مهرجان البندقية قبل عامين؛ الثانية دانيال عربيد التي نقلت إلى الشاشة "شغف عادي" وكان من الأفلام التي حملت شعار مهرجان كانّ في الدورة الملغاة (2020) بسبب الوباء. عملت ديوان في الصحافة...