بارك تشان ووك الفائز بجائزة الإخراج في كانّ: سيّد الشكل الذي لا ينتظر الكمال

يحتل المخرج الكوري الجنوبي بارك تشان ووك، البالغ من العمر 58 عاماً، مكانة خاصة بين سائر السينمائيين الآسيويين. تنطوي مسيرته السينمائية على 10 أفلام روائية طويلة بدأ العمل عليها منذ مطلع التسعينات، وكان آخرها “قرار المغادرة” الذي فاز عنه بجائزة الإخراج المستحقّة في الدورة الأخيرة من مهرجان كانّ السينمائي التي اختُتمت قبل بضعة أيام. عودة ووك إلى كانّ حيث نال قبل 18 عاماً جائزة لجنة التحكيم الكبرى عن تحفته “أولد بوي”، مناسبة للنظر في بعض ممّا تشكّلت منه سينما أحد أبرز “صنّاع الشكل” في التاريخ المعاصر، هذا الذي يتحدّث عن ينبوعه الداخلي بالقول: ”إني أصوّر لأني أسعى إلى ابتكار عالم مختلف عن ذاك الذي نعيش فيه". علاقة ووك بالسينما تبلورت على نحو بطيء وتدريجي. لكنه يتذكّر تماماً اللحظة التي جعلته يقرر ان يقف خلف الكاميرا. كان في الثانية والعشرين عندما اكتشف “فرتيغو” لهيتشكوك، الفيلم الذي ذكره بعض النقّاد في معرض الحديث عن جديده. فلا بد ان هناك عناصر منه ظلت في داخله. شدّه عالم هيتشكوك، فرغب في ان يكون مخرجاً في اللحظة التي أدرك فيها ان إنجاز فيلم يمكن ان يكون مهنة يزاولها الإنسان كلّ يوم. في درسه السينمائي الذي قدّمه في مهرجان مراكش وكنت يومذاك من بين الحضور، قال: "مشاهدة "فرتيغو" كانت أشبه بأن ترى حلماً في وضح النهار: تلك السيارة التي تلاحق امرأة في شوارع سان فرنسيسكو… كلّ شيء كان يتخطّى...