السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

مهرجان البحر الأحمر دورةً ثانية: السعودية من بلد بلا سينما إلى بلد شعاره "السينما كلّ شيء"!

المصدر: "النهار"
هوفيك حبشيان
Bookmark
“مطاردة”، فيلم لي جونغ جاي المعروض في المهرجان.
“مطاردة”، فيلم لي جونغ جاي المعروض في المهرجان.
A+ A-
جدة - هوفيك حبشيان خلال بضعة أعوام قليلة، انتقلت السعودية من بلد بلا سينما إلى بلد يرفع شعار "السينما كلّ شيء"، من خلال مهرجان البحر الأحمر السينمائي (1-10 الجاري)، وهو شعار لم ترفعه حتى فرنسا، الأمّة التي ولدت فيها السينماتوغراف في نهاية القرن التاسع عشر لتصل إلى السعودية رسمياً قبل خمس سنوات فقط. في الأيام الثلاثة الماضية، تسنى لي التفكير في الشعار الغريب المرفوع على الكثير من الجدران، ومع ذلك لم أستطع العثور على معنى له أو مبرر أو منطق. شعار خاطئ حتى من باب "شد الانتباه وجذب الناس إلى الصالات"، كما شرح لي أحد الموظفين في المهرجان، عندما سألته عن معنى هذا الشعار محاولاً لعب دور الساذج. اذا سألت غودار، إله السينما، فسيقول لك ان السينما ليست كلّ شيء، وليست حتى جزءاً مهماً من الوجود. فمَن ورّط المهرجان في هذه المزايدة اللفظية الفارغة التي تمنح الإحساس بأن طفلاً اكتشف لتوه لعبة ويريد ان يسلّي الآخرين بها.“صفر رقابة”! فعلاً؟سواء أكانت السينما كلّ شيء أم لم تكن شيئاً، فالعامة في جدة (نحو خمسة ملايين عدد سكانها) لا يكترثون بها كثيراً، اذ تسير الحياة دورانها المعتاد، وهذا يتجلى بوضوح أكثر في مول البحر الأحمر، المركز التجاري الذي يحتضن معظم عروض الدورة الثانية التي بدأت مساء الخميس الفائت. بنحو نصف ساعة، توصلني سيارة رباعية الدفع إلى المول من الفندق حيث أقيم. يمكن العبور مرات من أمام صالات “فوكس” دون الانتباه بأن ثمة مهرجاناً للسينما يجري في الداخل، رغم ان الفعل في ذاته كان يعتبر ثورة حتى الأمس القريب. بعض العروض مملوءة بالمشاهدين (معظمهم ضيوف المهرجان) وبعضها الآخر لا يتخطى الحضور فيها عشرة في المئة من القدرة الاستيعابية، رغم ان البرمجة مثيرة (131 فيلماً بين طويل وقصير تأتينا من مهرجانات سابقة وبعض العروض الأولى) وتتضمن بعض التحف السينمائية انتقاها فريق متابع لكلّ ما هو مستجد ومثير. المشاهدون أنواع، فيهم مَن يتقن اللغة الإنكليزية وكأنه ولد وتربى في كاليفورنيا وهؤلاء لهم باع في المشاهدة، وهناك مَن يحضر المهرجان لأن فضوله يجره إلى هذه الأماكن، وهذا سبب كاف، فالفضول يصنع المعجزات وهو الباب إلى الكثير من الأشياء في الحياة. هذا كله ثقافة جديدة على المملكة التي كان غياب الصالات فيها يجبر روادها على التوجه إلى البحرين. مشاهدة أفلام بلا حذف واعتماد شعار "صفر رقابة” (لم نتأكد بعد من صحة هذا الادعاء)، حضور جلسات حوارية، التقاط الصور على السجادة الحمراء… هذا كله تفرضه مستلزمات الانفتاح على العالم الغربي واللحاق بقطار الحداثة، ومحاولة الخروج من جلباب الأفكار البائدة. الا ان المهرجان الذي قطع في سنتين شوطاً كبيراً على مستوى الصيت ما كان ليقطعه أي مهرجان "فقير" ومحدود الإمكانات في عشرات السنوات، لا...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم