السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

منعٌ واستبعاد وطرد… هل يعاقب الغرب روسيا ثقافياً؟

المصدر: "النهار"
هوفيك حبشيان
Bookmark
نيكيتا ميخالكوف في "حرقتهم الشمس 2".
نيكيتا ميخالكوف في "حرقتهم الشمس 2".
A+ A-
استفاق العالم الأسبوع الماضي على حرب روسية - أوكرانية كانت تتحضّر منذ زمن غير قليل في أروقة الكرملين. حرب دموية جديدة في زمن مزنّر بالعنف والوباء والصراعات العبثية. وبعيداً من أرض المعركة والحكي في الاستراتيجيات العسكرية والاصطفاف السياسي، كشف النحو الذي تعامل فيه الغرب المتحضّر مع الثقافة والفنّ والفكر الروسي عن نهج يذكّرنا بـ"مطاردة الساحرات" التي كنّا نعتقدها تنتمي إلى عصور مضت. والأسوأ ان هذه الأساليب هدية مجانية لأعداء الغرب ولسان حالهم يقول: "أرأيتم؟ اليكم الديموقراطية الغربية التي صدّعتم رؤوسنا بها. اليكم حرية التعبير المزعومة التي تتغنون بها". طرد، مقاطعة، حجب، استبعاد، منع، هذه بعض المفردات التي عادت إلى الواجهة مع اندلاع الحرب، لتطاول رموزا من الثقافة الروسية العظيمة، نصرةً للشعب الأوكراني. بدت المؤسسات الغربية شديدة الرغبة في محاصرة روسيا ثقافياً. لكن، أكثر من شخص يسأل: هل تجوز معاقبة فنانين ومثقفين روس نيابةً عن بوتين؟ حتى الأموات لم يسلموا من محاولة لنبش القبور. ففي اول من أمس، انتشر خبر مفاده ان جامعة في ميلانو بعثت برسالة إلكترونية إلى أحد أساتذتها تبلغه فيها رغبتها في التوقف عن تدريس أدب دوستويفسكي. خبر يصعب تصديقه من شدة عبثيته، وقد أحدث بلبلة في زمن التواصل اللامحدود بين البشر بفضل تقنيات الإتصال. أطل الاستاذ المحاضر، باولو نوري، عبر حسابه في موقع "انستغرام" ليشرح تفاصيل الواقعة بالكلمات الآتية: "ما يحدث في أوكرانيا مرعب، أود البكاء بمجرد التفكير في ذلك، لكن ما يحدث في إيطاليا مثير للسخرية. ما عاد الروسي الحيّ وحده هو الخطأ في إيطاليا اليوم، بل حتى الروسي الميت (في إشارة إلى دوستويفسكي) علماً انه حُكم بالاعدام في العام 1849 لأنه قرأ شيئاً ممنوعاً. شيء لا يصدَّق ان تمنع جامعة إيطالية درساً عن دوستويفسكي". الا انه بعد انتشار منشور نوري على نطاق واسع، تراجعت الجامعة عن القرار الأخرق الذي كان رئيس الوزراء الأسبق ماتيو رنزي...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم