الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

مها الحاج الفائزة بجائزة السيناريو في كانّ لـ"النهار": أنبذ السينما المباشرة (فيديو)

المصدر: النهار
هوفيك حبشيان
“حمى البحر المتوسط”، فيلم لمها الحاج فاز بجائزة السيناريو في قسم “نظرة ما” داخل مهرجان كانّ السينمائي الـ75.
“حمى البحر المتوسط”، فيلم لمها الحاج فاز بجائزة السيناريو في قسم “نظرة ما” داخل مهرجان كانّ السينمائي الـ75.
A+ A-
بفيلمها الروائي الثاني تعود مها الحاج إلى الكروازيت، إلى قسم "نظرة ما" حيث كانت قدّمت "أمور شخصية" قبل ست سنوات. جديدها، "حمى البحر المتوسط" نال جائزة أفضل سيناريو ضمن الفئة التي عُرض فيها في مهرجان كانّ السينمائي الأخير الذي اختتم دورته الخامسة والسبعين (17 - 28 أيار) قبل أيام. جائزة وجدتها الممثّلة والمخرجة الإيطالية فاليريا غولينو وأفراد لجنة التحكيم التي ترأستها مستحقّة. أثناء العرض الأول، اعتلت الحاج المسرح لتقول كلمة عن مقتل الصحافية شيرين أبو عاقلة على يد الاحتلال الإسرائيلي في بداية الشهر الماضي، ثم أهدت الفيلم إليها، وسط تصفيق الحضور. مرة جديدة، انتقل صراع دولي مستمر منذ عقود، إلى صرح مثل كانّ، لكن للمخرجة وجهة نظر تقولها عبر أداة السينما، بعيداً من أي موقف سياسي مستهلك ومكرر، وهذا ما يشهد له فيلمها الأحدث.
 
 
يبدأ الفيلم بأسلوب كوميدي يعكس مدى قدرة الحاج على كتابة أشياء طريفة. لكنها كوميديا تنطوي على مرارة؛ ففي فلسطين لا يضحك الناس كما يضحكون في أماكن أخرى. هذه كوميديا تخفي الحسرة والألم. وليد (عامر حليحل)، أربعيني أب لولدين يعيش في بيت حيفاوي مطل على البحر، لكنه يعاني الاكتئاب المزمن. يطمح إلى كتابة رواية لكنه يفشل في ذلك. يغرق في شؤون المنزل والاهتمام بطفليه. ذات يوم، يتعرف إلى جلال (أشرف فرح)، أب مثله، لكنه مختلف عنه كلياً، ينتقل للسكن في جوار بيته. رجل سوقي، أزعر، ينظر إلى الحياة بإيجابية، ويعتقد انه يلهم وليد بكومبيناته. رغم هذا الاختلاف، تنشأ بينهما علاقة صداقة، تتيح لوليد ان يطلب منه خدمة غير عادية.
 
لا يختلف الفيلم كثيراً عن "أمور شخصية". تبدو الحاج مهتمة برسم صورة واضحة وصريحة عن العلاقات الإنسانية في بلدها وانعكاس كلّ الظروف التي يعيشها الناس على نفسياتهم وتصرفاتهم. تحكي البلد من خلال التفاصيل، والحميم عندها يخدم المشهد العريض. الاحتلال تسلل إلى كلّ شيء، ولا يمكن اختزاله بمشهد. في المقابل، هي تقطع مع فيلمها السابق على مستوى الشكل، هي التي تتلمذت على يد إيليا سليمان، تتخلص هنا من الكادرات الثابتة، لمصلحة سينما تحمل صوتها وشخصيتها، ولو ان الكاراكتيرات، كما كتب أحد النقّاد، تبدو كأنها من الكاراكتيرات التي تظهر عند سليمان في أدوار ثانوية، وهي دائماً تعاني من أزمة الفسلطيني الذي يعيش في إسرائيل ويعاني تعقيدات عيشه كفلسطني في ظلّ الاحتلال. من خلال شخصية الكاتب الذي يواجه شياطينه، تنبش مها الحاج في أعماقها وظروف عيشها كفنانة، مستلهمةً من جانبها المظلم. فالكاتب هذا أناها الآخرى على رجل، من دون ان يحمل صفاتها أو تحمل عيوبه. فهو البعيد والقريب في آن واحد. من خلاله، تتناول أسئلة كبيرة مثل الحياة والموت، دافعةً بوليد إلى حدود بعيدة لم تكن تجرأت على الذهاب اليها لولاه.
 
 
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم