الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

إيطاليا تقلّد إيفان كركلا وسام النجمة من رتبة فارس: "لحظة مضيئة في تاريخ مسيرتي" (فيديو)

المصدر: "النهار"
رلى معوض
إيفان كركلا خلال تقليده وسام نجمة إيطاليا (عن صفحة مسرح كركلا في "فايسبوك").
إيفان كركلا خلال تقليده وسام نجمة إيطاليا (عن صفحة مسرح كركلا في "فايسبوك").
A+ A-
مشاعر كثيرة اختلطت وحنين عارم شعرنا به في مسرح كركلا في سن الفيل، وللحظةٍ خلنا أنه حلم ليلة ربيعية. أمس عادت الحياة الى هذا المكان العابق بالذكريات الفوّاحة بالفن، بالاصالة، بالموسيقى، بالرقص والاحلام، بالعباءات البعلبكية المطرّزة بالراقصات والراقصين. أمس أعادت الينا كركلا الروح.

"لا نحتفل الليلة بالتزام رجل فحسب، بل نحتفل ايضا بتصميم ورؤية بعيدة المدى وتفاني نساء ورجال عائلة بأكملها امتد عملها عبر اجيال عديدة مع الحفاظ على الهدف والحلم عينه". هكذا قدمت سفيرة ايطاليا في لبنان نيكوليتا بومباردييري ايفان كركلا الفنان العالمي الذي تابع تحقيق حلم عبدالحليم كركلا وحلمه الخاص بخلق المزيد من الجمال والإبداع مهما كانت الظروف، وعلّقت باسم رئيس جمهورية ايطاليا وسام "نجمة ايطاليا من رتبة فارس" للفنان ايفان كركلا، في حضور عائلي حميم.

الاحتفال بدأ بفيلم وثّق أبرز اللقطات الراقصة لفرقة كركلا منذ البدايات، وبدت اجساد اعضائها كالحرير الذي تلفحه النسمات المنعشة وكعصافير من الجنة، ويضم الوثائقي ايضاً محطات إبداعية عدة من حياة هذا الفنان الشاب، احد ابرز شخصيات الفنون المسرحية في لبنان مدير مسرح كركلا للرقص ايفان كركلا.

والمفاجأة التي حبست انفاس الحضور هي عرض راقص لبعض من اعضاء الفرقة، الذين ملأوا المسرح الحزين بالكثير من الرقص والفرح مع الجميل عمر كركلا، على اغان وطنية وصوت سعيد عقل، مشهد كدنا ننساه نتيجة الجائحة جلب الدموع الى عيون الحاضرين كما جلب البهجة والامل الى قلوبنا، والكثير من الأوكسيجين.
 
وقالت السفيرة نيكوليتا بومباردييري في بداية الحفل: "يشرفني ويسرّني أن أرحب بكم جميعاً للاحتفال وتكريم أحد أبرز شخصيات الفنون المسرحية في لبنان، ألا وهو مدير مسرح كركلا للرقص، السيد إيفان كركلا".

وأضافت: "في هذا المسرح ومسيرته وتاريخه ومعناه يكمن الجوهر والأساس وراء تقليد إيفان كركلا وساماً رفيعاً من الجمهورية الإيطالية، ومن خلال منح إيفان كركلا هذا الوسام، نقدّم وساماً لرؤية مسرحه الخاص ورسالته ولنشر ثقافة الرقص المسرحي في لبنان".
 
 
وتابعت السفيرة: "كرّس إيفان كركلا حياته لمواصلة حلم ومشروع والده عبد الحليم كركلا، الذي يشرفني ويسعدني أن أحييه الليلة. قبل توليه زمام الأمور في الشركة، أمضى إيفان سنوات عديدة في إيطاليا وأوروبا، حيث نمّى تعاوناً وثيقاً للغاية مع مخرج الأفلام والأوبرا الإيطالي الشهير فرانكو زيفيريللي. لا حاجة للاستفاضة بالكلام عن عبقرية زيفيريللي الفريدة. تمكن إيفان بموهبته وشغفه من كسب ثقة زيفيريللي وصداقته. عاش إيفان في خلال هذه السنوات في بيئة ثقافية إيطالية وأوروبية تجلّى أثرها في أعماله".

كذلك، اعتبرت بومباردييري أنه "في خلال سنين إدارته للشركة، وطّد إيفان كركلا علاقاته الدولية التي كان قد بدأ والده بإرسائها ووسّعها وأعاد الشركة إلى الساحة العالمية مشاركاً في المهرجانات اللبنانية كما في العديد من المرافق الفنية الممتدة من الولايات المتحدة الأمريكية إلى الصين، مروراً بإيطاليا وأوروبا".

وأشارت إلى تميّز شركة كركلا "بتقديمها مجموعة فريدة من أساليب الرقص. أولاً وقبل كل شيء الباليه، وهو الخبز اليومي لكل راقص مع إدخال أساليب الرقص الحديثة عليه خصوصاً تقنية مارثا غراهام، والرقص الفلكلوري اللبناني والعربي التقليدي. وبالتالي، صمّمت الشركة مجموعة فريدة من اللوحات الراقصة التي عرضت في جميع أنحاء الشرق الأوسط وفي العديد من البلدان الأخرى".
 
وقالت: "تعتزم إيطاليا الليلة التأكيد أن نشر الثقافة في لبنان وفي أي مكان آخر يجب ألا يقتصر على قلة من الناس بل هو نشاط أساسي وقيمة روحية للمجتمع بأسره خصوصا في الأزمات والمصاعب".

كما شددت على أنه "ينبغي المحافظة على المؤسسات الثقافية ودعمها، خصوصاً تلك التي تتمتع بتاريخ مميز ومرموق، لأنها تلعب دوراً أساسياً في تثقيف الأجيال الشابة ورسم مستقبل الأمة. في هذا الصدد، لا يجب أن ننسى الرقص والباليه في لبنان وإهمالهما حاضراً ومستقبلاً". وتابعت: "هنا، أود أن أتوجّه مباشرة إلى فرقة الباليه وإلى الراقصين المنفردين الذين قدموا العرض قبل بضع دقائق. لقد أحببت أداءكم وأهنئكم على الطاقة والقوة والمثابرة التي أظهرتموها في هذه الأوقات الاقتصادية الصعبة التي تضاف إليها جائحة كورونا".

وأضافت السفيرة: "أنا على يقين من أنكم الليلة، كما هو الحال في كل يوم، تفتخرون بإنجازات مديركم، لأنها أيضاً إنجازات عملكم. أشجعكم على الاستمرار في التمرين وعلى البقاء على التزامكم بفن تيربسيكوري، أحد أرقى وأنبل الفنون المسرحية التي تستمد جذورها من بلاط الأمراء في عصر النهضة الإيطالية".
 
وختمت بومباردييري: "للأسباب المذكورة أعلاه، باسم رئيس الجمهورية الإيطالية، سيرجيو ماتاريلا، يسعدني جداً أن أقلّد السيد إيفان كركلا وسام نجمة إيطاليا من رتبة فارس، تقديراً لمزاياه الفنية المتميزة في نشر ثقافة الرقص والباليه في لبنان، ولبروز نفحة فنية إيطالية في اللوحات الراقصة التي تصممها وتنتجها شركته".

من جانبه، توجه إيفان كركلا إلى السفيرة الإيطالية قائلاً: "يشرفني هذا الوسام الذي يكرس علاقتي الفنية والثقافية مع إيطاليا وفنانيها الكبار. فهذا ليس مجرد لقب فارس. بل هذا تحدّ جديد. تحدٍ لمواصلة هذه الرحلة التي أغنت رؤيتي، والعمل على تطويرها إلى آفاق فنية جديدة وإنجازات ثقافية راقية. العالم أجمع يستنير بما قدمته إيطاليا للفن والإبداع في مسيرة الإنسانية، والتي كان لها الأثر الكبير على مسيرتي الفنية".

وأشار كركلا إلى أنّ "إيطاليا هي أرض النهضة. إيطاليا هي أرض الأوبرا والمسرح والأفلام. إنه المكان الذي تلاقى فيه مايكل أنجلو ودافنشي في شوارع فلورنسا. إنه المكان الذي شارك فيه بوتشيني وفيردي أوبراهما على المسرح نفسه. إنه المكان الذي صنع فيه موريكوني وليوني التاريخ. إنه المكان الذي وضع فيه فليني وبرتولوتشي معايير جديدة للسينما".

وأضاف: "لكن الأهم من ذلك كله، كانت إيطاليا موطن زيفيريلي. المايسترو فرانكو زفيريللي. كان هذا الرجل في قمة العظماء. رجل عبقري بإبداعه. وبفضله أقف هنا اليوم لأُمنح هذا الشرف".

كذلك، شضرح كركلا أنه "في عام 1997، جاء المايسترو زفيريللي إلى بعلبك، في مناسبة عودة إفتتاح المهرجان، مع مسرح كركلا بمسرحية (الأندلس المجد الضائع). يومها كان لقائي الأول مع زيفيرللي، الذي دعاني لحضور مسرحيته La Bohème في مسرح سان كارلو في نابولي. بعدها عدت إلى المنزل... إلا أنني عدت بعد خمس سنوات".

وأضاف: "فتحت لي توجيهاته وتعاليمه وتجربته الفنية أبواب عالم جديد من فنون الأداء. بمجرد عبور هذه البوابات، لم يكن هناك أية نظرة إلى الوراء. لقد كنت محظوظاً لأنني أقوم برحلة فنية رائعة مع بعض من أهم الفنانين الموهوبين في إيطاليا والعالم".

وتابع كركلا: "في عام 1968، أسس عبد الحليم كركلا شيئاً من لا شيء. لم يكن السحر. كان القدر. لقد كان شجاعاً بما يكفي للدخول في معركة اعتقد الجميع أنه سيخسرها. رغم كل الصعاب، وبضربة من عبقريته، أوجد أول مسرح راقص في الشرق الأوسط، في وقت كان المجتمع ينظر للرقص نظرة سلبية. نصف قرن مر، وها هي الفرقة اليوم تتبوأ أعلى المراكز في المسارح العالمية".

كذلك، قال كركلا: "اعتاد الرومان أن يقولوا إن القدر صديق الشجعان. وآمل أن أكون أنا وشقيقتي أليسار بجانبي، شجعاناً بما يكفي لإحتضان هذا الإرث ومواصلة المسيرة. هذا الوسام يشكل حافزاً ليس فقط للاستمرار، ولكن أيضًا  للتطور في مسيرتنا الفنية نحو فن معاصر للزمن الآتي. يشرفني أن أتقدم بكامل الشكر والإمتنان من الحكومة الإيطالية وسفارتها في لبنان، على تشجيعهم للمبدعين اللبنانيين".

وأضاف: "كما أود أن أشكر السفير ماسيمو ماروتي، الذي كان له الفضل في ولادة هذا الوسام، وأشكر أيضًا ماركو دي ساباتينو على متابعته لجعل هذا التكريم ممكنًا". كما تقدّم بالشكر للسفيرة بومبارديري "على تقديرها لرسالة مسرح كركلا الثقافية".

وختم قائلاً: "رغم كل الصعاب التي تمر علينا، سيبقى مسرحنا في خدمة رسالة لبنان الحضارية حول العالم"، معتبراً أنها "لحظة مضيئة في تاريخ مسيرتي الفنية".
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم