أوراتوريو "يسوع ابن الإنسان" لجبران في كنيسة القديس يوسف... تحفة أدبية وروحانية باللحن والصوت والكلمة عن المخلّص

واكبنا أول من أمس أوراتوريو "يسوع إبن الإنسان" لجبران خليل جبران في كنيسة القديس يوسف - مونو ضمن برنامج "بيروت ترنّم"، تحفة موسيقية أدبية وروحانية تندرج بين أرقى المؤلفات الدنيوية والدينية في تراثنا المشرقي.توّجت هذه المشاركة الخصبة بين كاتب سيناريو وحوارهذا العمل هنري زغيب، الذي وضع خبرته مجبولة بعشقه اللامتناهي لجبران، وضخامة الموسيقى المؤلَّفة من إياد كنعان بقيادة الأخت مارانا سعد المرهفة جداً والواثقة الخطى لجوقة "فيلوكاليا" المدربة على أسس أكاديمية عالية، وعزف فرقة موسيقية مصغرة بمهاراتها المتفجرة من الاوركسترا الفلهارمونية اللبنانية، في ولادتنا من جديد من خلال المسيح نفسه ومفهوم محبته لنا رغم خطايانا، ولاسيما من خلال ولادة مريم المجدلية من جديد كما ذُكر في مقطع من هذا العمل. ليلة هذا الأوراتوريو كانت مكرسة أيضاً بتوزيع صوتي مهيب أعطي لبعض المنشدين الاوبراليين بأصوات تتفاعل في الأذن كما في النفس من خلال غناء كل منهم مقطعا من السيناريو لشخصيات عاشت الأضداد في حياتها ومتشابهة كثيراً مع تناقضاتنا وما أكثرها، وهم الباريتون مارك نصر بدور كل من متى ويوحنا المعمدان، فيما أدت الميزو سوبرانو ميريام الحاج دور حنة (أم العذراء)، والسوبرانو هيفا يغيايان دور المجدلية، والميزو سوبرانو ربيكا يوسف دور رفقا مع تسجيل أداء مميز للمرتلة كارن نصر. الكلمة والشعر والغناء ماذا رصدت نفوسنا وعقولنا من هذا العمل الضخم؟ بدأ الحفل بموسيقى عالية ضخمة تنذر من خلال الكورس بنداء للمسيح واصفين اياه بـ"سيد الشعراء، وسيد الغناء وسيد الكلام"، وهو مدخل لربط المسيح بكل ما هو جميل وبتفاصيل حياتنا وثقافتنا، بالإله الذي تجسد إنساناً من أجل خلاصنا، وما أجمل هذا الخلاص...