إلى أنطوان السبعلاني في تسعينه

شرف أبو شرف*  تغيّرت الدنيا وتبدّلت الأحوال في لبنان، وبقي أنطوان السبعلاني (نقيب المعلمين سابقاً ١٩٧٠-١٩٩٢) على حاله. لم يبدّل موقفاً ولم يغيّر حرفاً من كتاب أو رسالة، دفاعاً عن حق المعلمين وشرعة حقوق الإنسان. وبقي يكتب على الورقة البيضاء "وبالحبر الأسود وعلى ضوء القنديل أحياناً"، وينشر مقالاته في الصحف وخاصة في جريدتي "النهار" و"الأنوار". فكان قلم الشعب اللبناني الطيب، القلم الذي لا ينام ما دام في الناس وجع.نقابي كبير ومناضل بحكمة وطول أناة، من ثوار ستينيات القرن الماضي، زمان ساحات النضال قبل أن تسيطر الأحزاب على النقابات. صُرف من المدرسة تأديباً على قصيدة "إنسانية حرة كالشمس والله ولبنان". قاد أهم الإضرابات المفتوحة في لبنان وكان القرار الأول للثورة البيضاء التاريخية. يوم انتصر على المدرسة التي صرفته بعد محاكمة دامت سبع عشرة سنة، فأدانتها المحكمة، قال موجّهاً كلامه الى ولده بطرس: "الحياة مجموعة خيارات يا بنيّ، والأحب عندي، خيار يرضي ربَّك وكرامتك". وها هو "بوسطجي الحب" في كتابه "رسالات حب كثار" يتذكر سعيد عقل صارخاً في قلب...