في زمن الانهيار: غياب أي دعم للمهرجانات من دولة مفلسة رغم الضرائب المرتفعة!

لا يمكن إنكار انعكاسات الأزمة السياسية والإقتصادية على دينامية مهرجانات لبنان عموماً لأسباب عدة منها تراجع دعم المصارف للمهرجانات بعد تداعيات الأزمة الحادة التي لحقت بها، واعتكاف وجوه وشخصيات تقليدية عن الساحة السياسية، ما دفع زوجاتهم الى تقليص نشاطهن، ولاسيما ترؤسهن لجان المهرجانات المتعلقة بمناطق نفوذ أزواجهن، إضافة الى إستحالة تحويل الأموال من لبنان الى الخارج لأي مغنٍ أو راقص عالمي بسبب حظر النظام المصرفي لهذه العملية وصعوبة توفير الأجر العالي له بعد الإنهيار الحاد للعملة الوطنية مقابل ارتفاع غير مسبوق لسعر صرف الدولار في السوق السوداء. ثم إن غياب الدعم من وزارتي السياحة والثقافة بسبب الإنهيار المتفاقم في مؤسسات الدولة إنعكس سلباً على بعض المهرجانات، مع إصرار الدولة على تحصيل الضرائب المفروضة منها على إدارات المهرجانات. وهنا لا بد من الإشارة الى ضرورة تصنيف المهرجانات لأن "صفة الدولية" لا تليق بالكثير منها.  ولا شك في أن الوضع المأسوي فرض استمرار كل من مهرجانات بعلبك وبيت الدين وجونية والقبيات وإهدن و"عوده بيبلوس" بعد محاولة تنظيم "بيته الداخلي". في المقابل، سُجل غياب مقلق في هذا الموسم لمهرجانات كل من زوق مكايل، فقرا، الأرز، أرز تنورين وصور لأسباب الواقع الإقتصادي الصعب الذي تمر به البلاد. وقبل عرض وجهات النظر، لا بد من تسجيل النقاط الآتية في هذا الموضوع:- إن الرصيد التراكمي في مسيرة كل من مهرجانات بعلبك وبيت الدين لعب دوراً أساسياً في تقديم عروض من مستوى جيد، فيما غرقت مهرجانات أخرى في متاهة التنافس في جذب الوجوه اللبنانية الواعدة. - سُجل انتعاش ملحوظ للشركات المتعهدة الحفلات الموسيقية، ما أدى الى تضارب في أسعار العروض، وتكاليف تركيب مسرح وما شابه، مع العلم أن حركة المهرجانات ساهمت في توفير فرص عمل لشباب وشابات، وإنْ كانت موسمية. - شهدت البرامج الثقافية في المهرجانات مشاركة العازف غي مانوكيان وفرقته الموسيقية في حفلتين في 22 و23 تموز في مهرجان بيت الدين وحفلة واحدة في 8 آب في مهرجان جبيل، إضافة الى إعادة عرض المسرحية الغنائية الضخمةChicago بالعربي بمشاركة 60 فناناً في مهرجان...