السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

من الفن الشعبيّ العُمانيّ... ماذا تعرفون عن "الوهابية"؟ (فيديو وصور)

المصدر: مسقط- "النهار"
جودي الأسمر
جودي الأسمر
إستعراض رقصة "الوهابية" في قلعة نزوى. (النهار)
إستعراض رقصة "الوهابية" في قلعة نزوى. (النهار)
A+ A-

عند مدخل الحصن الّذي يلتف حول قلعة نزوى العُمانية، تتهادى لآذان الوافدين قصائد مغنّاة، لا يلبث أن يتصاعد معها إيقاع الطبول. يجتاز السائح مسافة خطوات نحو الداخل، فيكتشف أنّه استعراض لـ"الوهابية"، واحدة من فنون الرقص الشّعبي العماني.

يتمازج في هذا الاستعراض ثلاثة فنون: الشعر المُغنّى، والمبارزة بالسيوف، والرّقص.

 

وتقضي هذه الرقصة باصطفاف المشاركين في صفّين متقابلين، فيفهم المتلقي أنهم منقسمون إلى فريقين، وتفصل بينهما مساحة ليجول فيها ضارب الطبل، الذي يؤمّن إيقاع المشهد، وكذلك يتحرّك فيها "الزافنون" أي الضاربون بالأسلحة البدائية، خصوصاً السيف، فيدخلونها من الفريقين، وقد يحمل بعضهم البارودة أو العصا.

ويرتدي الرجال العباءة التقليدية، ويبرز بخصوصيته  العمانية الخنجر المعلّق على الزنار، و"الكمة" على الرؤوس.

ويعبّر هذا الفنّ الشعبيّ في جوهره عن قيم وممارسات متجذّرة في التراث العُماني والعربي عموماً، مثل الشجاعة والرجولة والإقدام، والغزل أيضًا.

وتتواتر على لسان الصّفين قصيدة شعر واحدة، يقومون بترديدها على التوالي. والرقص الذي يرافق الغناء بطيء، يقتصر على تمايل الجزء العلويّ من الجسم، مع حركة خفيفة للذراعين والكتفين وإحناء طفيف للظهر.

ويقول منظّمو هذا الاستعراض لـ"النهار" إنّ الوهابية جزء لا يتجزأ من المناسبات العديدة في عمان مثل الأعياد الدينية والوطنية والأعراس وختان الذكور، وأحياناً تُقام لاستقبال ضيف أو زائر مهمّ.

وتتردّد في الفيديو بإحدى اللّهجات العُمانية كلمة "عنب"؛ والمعروف عن هذه الفاكهة بروز زراعتها في عُمان. لكن المعنى يُفاجىء بالحديث الّذي يتمحور حول المرأة، فيتّضح أنّ الكلام يصف افتتان المتكلّم بامرأة سلبته عقله؛ لذلك فإنّ الغزل هو الغاية الحقيقيّة للاستعراض، وليس غزلاً عذرياً في هذه الحال.

تقول الأغنية باللهجة المحليّة:

 "ويش رايكم زرع العنب بنودره

زارع محاشي وكل محشي ثمر عنقود

كل السبايب من أم النهود سالب فوادي والعقل".

ومعناها بالفصيح كالآتي:

"يا زارعي العنب ما رأيكم في أن نترك زراعته، لأنني بسبب تلك المرأة النّاهد، فقدتُ عقلي، ولم أستطع زراعة العنب فزرعت مكانه البطاطا الحلوة".

والجدير بالملاحظة شيوع الرقصة الوهابية في بلدان الخليج العربيّ حتى يومنا هذا، خصوصاً في الاستقبالات الرسمية. وهي تشكّل في عُمان واحدةً من ثلاثة ألوان للرقص الفولكلوري إلى جانب "العيالة"، التي عادة ما يؤدّيها راكبو الجمال أمام الحصون، وتجسّد النّصر، و"العازي" التي تُنظّم في الأعراس.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم