الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

في ذكرى بطرس البستاني: لبنان قلعة الثقافة العربية ولغة الضاد

المصدر: "النهار"
Bookmark
بطرس البستاني.
بطرس البستاني.
A+ A-
الدكتور كمال ديب      على كل ناطقي الضاد والعرب في كل مكان أن يشكروا المعلم بطرس البستاني (1883-2023)، هذا المسيحي اللبناني الذي أحيا اللغة العربية من الضياع بعد 400 سنة ممّا سُمّي "عصر الانحطاط" في الأدب العربي تحت الحكم العثماني. وهو أحد الأدلة على أنّ لبنان كان ولا يزال مشعل العرب لغةً وحضارة.أيها المواطن في السودان وفي العراق والمغرب وموريتانيا وعُمان: عندما تقرأ جريدة أو كتاباً أو تستمع إلى نشرة الأخبار، تذكّر فضل بطرس البستاني في وضع مداميك اللغة العربية الجديدة التي تعيشها اليوم.بطرس البستاني الذي وُلد في قرية الدبّية في جبل لبنان عام 1819، وتعلّم العربية وله من العمر 10 سنوات في دير عين ورقة، وتعلّم الإنكليزية والسريانية واللاتينية وهو في العشرين، ولأجل ترجمة الكتاب المقدّس إلى العربية لأول مرّة تعلّم العبرية والآرامية واليونانية القديمة وكذلك الإيطالية والفرنسية. وكان بطرس البستاني قد اكتشف أنّ اللغة العربية هالكة تماماً ولاحظ تحوّل الناس إلى اللهجة المحكيّة في الكتابة والقول وهذا أفسد الأخلاق والتعامل المهذّب وأوصل إلى تخلّف العقول. فوضع البستاني أول قاموس عربي - عربي هو "محيط المحيط" في مجلدين لإعادة إحياء اللغة في قالب عصري، ثم قاموساً آخر للتعليم هو "قطر المحيط".ثم إن البستاني لاحظ اهتمام الأميركان والفرنسيين بإصدار الموسوعات (انسكلوبيديا) بلغة بلادهم الفرنسية والإنكليزية، فقّرر أنّه لا بدّ من وضع موسوعة عربية في عشرين مجلداً. وتُوفّي عام 1883 في مكتبته وهو يعمل على هذه الموسوعة التي صدر منها 11 مجلداً باسم "دائرة المعارف العربية". وقد بلغ من جودتها في التأليف والمضمون أنّ أحداً لا يصدّق أنّ رجلاً فرداً هو بطرس البستاني وحده استطاع أن ينجز هذا العمل ويكتبه ويشرف عليه ويراجع كل فقرة فيه. كذلك كان بطرس البستاني وطنياً بكل معنى الكلمة ينبذ الطائفية والتطرّف ويدعو إلى الوحدة الوطنية واضعاً في كتاب 22 شرطاً للمواطنية وكتاباً عن...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم