من قاع ضعفنا: فلسفة "جدل" العود بين مارسيل خليفة وشربل روحانا...

في ظل محاولات المكابرة الزائفة والمصطنعة على جروحنا العميقة من واقعنا المرير، مدّ مارسيل خليفة وشربل روحانا من خلال عزفهما على العود يديهما الى الجمهور الحاضر والغائب في محاولة لإخراجنا ولو للحظات من قاع ضعفنا من خلال "جدل" العود بين هذين الموسيقيين، الذي قدم نفسه مجدداً في أربع ليال بدعوة من معهد فيلوكاليا في دير الزيارة الكائن في بلدة عينطورة الكسروانية.بعد 28 عاماً، يعود خليفة وروحانا في هذا الحفل، الذي سبق أن قدمته فرقة رباعية في جبيل وخان الافرنج في صيدا ليكون اليوم على إيقاع عودَين يتبادلان حديثاً بلحظات تشربت إيقاعاً متفاوتاً في التقارب والعتاب وما بينهما. لكن هل "الجدل" مجرد حوار أم هو شيء من حالة او عطر او مكان في هذا المساء؟ أتراه مزيجاً من النظرات والغربة والأحلام والغرائز والنشوة والوهم أم هو ولادة جديدة فحسب؟ المهم أن الموسيقى مذهب خليفة وروحانا القائم على الحرية، وهو أول ما يجذبك لسماع هذا الحوار بين عودين. خليفة كان سباقاً وطليعياً في تأليف لغة متناغمة للعود محرراً هذه الآلة من التبعية، ومعطياً إياها من خلال الابداع كيانها المستقل عن الاوركسترا...