الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

"حب ونور" من "بيت بيروت"... وهاروت فازليان "سيتكلّم بيده" من خلال الموسيقى

المصدر: "النهار"
اسراء حسن
اسراء حسن
"حب ونور" من "بيت بيروت".
"حب ونور" من "بيت بيروت".
A+ A-
 
... ونحن على أبواب نهاية السنة 2020، يتنفّس اللبنانيون بصعوبة، قلوبهم مفطورة وموجوعة ومكسورة الخاطر. أصبحت المواساة بشتى أشكالها الدواء الموقّت المتوافر حالياً بعدما قطع شريان الحياة عما تبقى من لبنان الحياة. فمنذ انتشار جائحة كورونا، تزامناً مع انهيار الوضع الاقتصادي، لا تخلو الأيام من نشاط فناني الحب والأمل. أرادوا أن يُخرجوا أوجاعهم عن طريق الفن والموسيقى، فجاء صراخهم "فشة خلق" وجرعة مسكّنة لمن يتلقونه.
 
المايسترو هاروت فازليان من المبدعين الذين لا يعرفون الكلل، بالنسبة إلى أمثاله، الفن ليس مقاومة ثقافية فحسب، بل يمكنه أن يكون يداً تقدّم مساعدة حياتية للشعب اللبناني بأمس الحاجة إليها اليوم. يستعد فازليان ليقدّم، ليس للبنانيين فحسب إنما للعالم، حفل عيد الميلاد من خلال مسرحية أوركسترالية مزدوجة الهدف: فنّي وأيضاً إنساني من خلال تقديم الدعم لمركز سرطان الأطفال. ترتدي المسرحية هذه المرة زيّ مبادرة أطلق عليها اسم "Love & Light" (حب ونور)، في رعاية السفارة النمساوية في لبنان وتنتجها MHF PRODUCTIONS بالتعاون مع كازينو لبنان كمبادرة تضامن ووحدة مع وطننا المنكوب. إضافة إلى  MTV وKAMSYN PR وMAZE وLibrairie Antoine.
 
هذا النفس الاستثنائي شعرتُ به في دردشة خاطفة مع المايسترو فازليان، فرغم التعب والتوتر الذي يصاحب التمرينات التي يجريها، يزوّدك بطاقة إيجابية نابعة من روح مؤمنة بأنّ خلف تلك الغيمة السوداء أخرى بيضاء ستسمح للضوء بأن يعبرها. ويقول فازليان لـ"النهار" إن "إقامة حفل في هذا التوقيت بالذات أمر سهل تنفيذه، مع كامل احترامي لجميع الفنانين الذين يقدّمون حفلاتهم لأهداف نابعة من قلوبهم الطيبة وأهنّئهم على هذه المبادرات، لكنني هذه المرة أردت أن أنجز عملاً يحمل رسالة ويستطيع أن يطال أشخاصاً هم بأمس الحاجة إلى أمور حياتية". 
 
لا ينسى ما قدّمه في حفله الاستثنائي من بعلبك في بداية انتشار كورونا، ويقول: "عندما قدّمت الحفل في بعلبك في بداية انتشار الجائحة، كانت خلالها الحفلات معدومة. لكن هذه المرة ولدت فكرة جديدة انطلاقاً من أننا كلبنانيين نعتبر أبطالاً أمام كل ما يمرّ علينا من عقبات. أبصم أنّ ما مرينا به ولا نزال لن يستطيع بشري على كوكب هذه الأرض أن يتحمّله، سلاحنا المتبقي لا يزال الأمل".
 
عندما عاد فازليان من كندا إلى لبنان تعلّم عبارة واحدة: "كتّر خير الله". ولم تكن عبارة عابرة، بل شعر بمضمونها بين أبناء الشعب اللبناني الذي لا يكلّ ولن يفقد قشة الأمل المتبقية. ويعتبر أنّ المسرحية الاوركسترالية تنطلق روحيتها من عيد الحب والأمل وولادة جديدة: "مهما اختلف إيمان الأشخاص اليوم، فإنّ رمزية حلول عيد الميلاد تحتّم علينا زرع الفرح والأمل والإيمان بأنّ غداً سيحمل الأفضل، وأنّ عاماً انتهى وستأتي سنة جديدة عليها أن تجلب معها الخير". 
تعكس المختارات الفنية المقدّمة مزيجاً من الألوان الفنية والموسيقية اللبنانية والعالمية، بعضها كلاسيكي والآخر يضمّ باقة من ترانيم وأغاني عيد الميلاد التي تبعث الفرح، ويتضمن السيناريو قصة منسوجة بعناية وجمال من كتابة رولي ديب ووفاء سيلين حلاوي. ويشارك فيه فنانون معروفون وجوقات مميّزة لم يترددوا في التعبير عن رغبتهم ليكونوا جزءا ًمن هذا المشروع، ومنهم  تقلا شمعون في الدور الرئيسي، ويشاركها: سينثيا كرم وأماندا معلوف وكارلا سليمان ونينا أبو فاضل ورالف عبود وإيليا فرنسيس وجورج نون ولوكاس صقر على البيانو.
 
بالنسبة إلى فازليان، "هؤلاء الفنانون يشعرون بوجع الناس. وصحيح أنني قائد اوركسترا هذا العمل، لكن الأهم أنني أشعر كلبناني بما يشعر به كل مواطن موجوع. نجتمع  في بيت دافئ، جميعنا يداً واحدة. قدّمت الكثير في مسيرتي، لكن جلّ ما أريد أن أفعله في هذا العمل هو أن أتكلم بيدي من خلال الموسيقى. نَفَسي مليء بالحب والنور". ويضيف: "سنوجّه رسالة عالمية من خلال الفن والموسيقى فنحن من نصنع الوطن والأمل".
 
أما التصميم المسرحي، فيجسّد بيت بيروت الدافئ الذي نفذّه في شكل لافت كلّ من رمزي أبي فاضل وبترا أبو سليمان، وسيعود إلى الحياة بفضل الموسيقى وصوت الأوركسترا الفيلهارمونية اللبنانية إلى جانب الموسيقيين اللبنانيين الشباب. وستتلو تقلا شمعون نسخة عربيّة مؤثرة من إحدى قصائد الشاعر الأميركي إدوارد إستالن كامينج صاغها ببراعة الشاعر هنري زغيب. وبسبب الإجراءات الاحترازية من كورونا، سيقدّم الحفل الذي لا يتوخى الربح من دون جمهور، وسيعرض مباشرة على الهواء التاسعة من مساء الأربعاء المقبل في 23 الجاري عبر موقع "أم تي في". وسيبث مدفوعاً عبر الإنترنت لمدة ثلاثة أيام إضافية في 24 و25 و26 من كانون الأول الجاري، الأمر الذي يتيح جمع التبرعات من خلال خدمات التذاكر التي تؤمنها مكتبة "انطوان". 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم