الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

إيميه بولس: "السيدة الأولى" في السينما والمسرح

المصدر: "النهار"
روزيت فاضل @rosettefadel
مشهد للسيدة ايميه بولس من فيلم " الفرح الصغير" للمخرج شربل عاد
مشهد للسيدة ايميه بولس من فيلم " الفرح الصغير" للمخرج شربل عاد
A+ A-
يتميّز مهرجان بيروت للأفلام الفنية الوثائقية (BAFF) هذه السنة بأنّه جمع الشمل بين الغرب والشرق كعادته. فقد حرص في نسخته الحالية على إقحام دور لمجموعة نساء مثقّفات "مقاوِمات" في وجه قمع حريات المرأة والإنسان والأوطان.

من النساء المتضامنات ضدّ القمع بأشكاله كافّة، اسم علم هو إيميه بولس، الذي خصه المهرجان بفيلم عنها حمل عنوان " الفرح الصغير" او " Le petit Bonheur" كتابة النص  وإخراج الفيلم لشربل عاد، وبث في فاعليات المهرجان الحميس 10 تشرين الثاني في حرم الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة " الألبا" في سن الفيل. 
 
 
إيميه بولس أعطت خلال أحلك ساعات الحرب على لبنان، معنى للمقاومة الثقافية من خلال تنفيذ مشاريع ريادية تحولت مع مرور الوقت إلى مؤسسات حقيقية تُعنى بالإنسان، التعليم العالي، السينما والمسرح.

ما هو رصيد هذه الهامة الوطنية، التي لا يكفي منحها وساماً رئاسياً؟ في الحقيقة، بادرت السيدة المبدعة إيميه بولس إلى تأسيس "الجمعية اللبنانية لتطوير الثقافة"، التي رأسها الرئيس الأسبق لجامعة القديس يوسف الأب سليم عبو، من خلال لقاءات مع مجموعة مثقفة في دارتها، تبعها تنظيم سلسلة محاضرات وندوات عن المسرح والسينما وصولاً إلى إنشاء نوادٍ لكلّ منهما، ما مهّد فعلياً لدفع الأب عبو إلى تأسيس معهد الدراسات السمعية البصرية والسينمائية في جامعة القديس يوسف (IESAV)، وكانت بولس مديرته ومشاركة رئيسية في انطلاقته.

أذكر تماماً اتصالها المتكرّر بملحق "نهار الشباب"، وبعدها بقسم التربية في "النهار" لمتابعة مشاريع تخرّج طلاب المعهد، من خلال تواصلنا معها ومع بعض أفراد لجنة التحكيم أمثال المسرحي الكبير الراحل جلال خوري - رحمه الله - أو حتى طرح بعض الأسئلة عليها أو على الكاتب والمخرج المسرحي الكبير روجيه عساف.

مغامرة بولس الثانية كانت تأسيس مسرح مونو الذي واكب مديره السابق بول مطر شجاعة السيدة وجرأتها في جمع مواهب عدّة لإطلاق مسرح وسط الحرب المجنونة في لبنان. سرّها هو قربها من الناس، إيجابيّتها، وقدرتها على الدعابة والضحك، ما جذب الناس إلى تلك المرأة المثقفة بكلّ ما للكلمة من معنى.

صوت القذائف لم يُحبط يوماً إيميه بولس، بل كانت تبني الإنسان وتُقاوم من خلال الثقافة. ورست على مغامرة ثالثة برزت من خلال تأسيسها "مؤسسة سينما -لبنان" لتعزز الصناعة المحلية، وإجراء اتصالات لمشاركة بعض الطاقات في مهرجان كانّ السينمائي الدولي، وذلك في العام 2005.

إيميه بولس ما زالت تُقاوم وترفع الصوت عالياً وهي في خريف عمرها. كنّا نحتاج إلى وجودها لنحفّز أنفسنا على الصمود بالثقافة ضدّ مجموعة الجهلة، الذين يتعاطون السياسة معنا كأنّنا سجناء في أسطورة الكهف الأفلاطونية.

يصوّر أفلاطون الناس سجناء كهف عاجزين عن الخروج منه وهم يرون الشمس الساطعة فوقه.

شاءت الفرصة أن يتمكّن البعض من الهروب من الكهف ليروا أنفسهم أمام ضوء الشمس ويعودوا من جديد إلى داخله حيث الظلام الحالك. فهل صارت هذه الأسطورة حقيقتنا المرّة؟ 

Twitter:@rosettefadel

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم