الأحد - 24 أيلول 2023

إعلان

جورج سكاف وسيرة حقبة مشرقة من تاريخ الصحافة

المصدر: "النهار"
سليمان بختي
الراحل جورج سكاف.
الراحل جورج سكاف.
A+ A-

تُطوى مع رحيل جورج سكاف (1928-2021) سيرة حقبة مشرقة من تاريخ الصحافة في لبنان. تاريخ كأنه جزء  نهضة لبنان وثقافته ورقيه وكبره.

ولد في زحلة ودرس في الكلية الشرقية ثم درس الفلسفة في "الليسيه لاييك" في العام 1949 ثم في جامعة القديس يوسف ونال أجازة في الحقوق والعلوم السياسية. بدأ العمل الصحافي في "الجريدة" محرراً وتدرج إلى رئيس التحرير (1964) ومن بعدها إلى صاحب الجريدة. أصدر مع حنا غصن وياسر هواري "الديار" مجلةً سياسية أسبوعية. استطاع في "الجريدة" أن يصدر ملحقاً أدبياً وندوتين فكريتين أسبوعياً، وكان يلتقي في مكتبه نخبة من شعراء الزجل والفصحى  أمثال ميشال طراد وسعيد عقل وإميل مبارك وأسعد سابا وأسعد السبعلي وغيرهم.

عندما أصدر ميشال طراد ديوانه "دولاب" كتب عنه جورج إفتتاحية "الجريدة". صدر له العديد من المؤلفات مثل: "صفحات من لبنان" (موسوعة من ثمانية أجزاء 2002)  و"كرمنا في علين" (ترجم إلى الفرنسية) و"زحلة التي نبني" و"نحو لبنان أفضل" و"لبنان الجديد" و"وجها لوجه" و" التغيير الصعب". وفي كتاباته كما في إفتتاحياته مزج الصحافة والفكر والأدب والقانون وعرف كيف يتقدم بكل ذلك نحو عدالة أكثر وبلاغة قانونية أدق ورؤية أفضل. وعرف أن يصل إلى العمق بالأسلوب والرؤية والظرف. كان جورج سكاف عاشقاً للكلمة والوطن بقوة القرار والموقف. كان مجموع بنّاء. تعاون مع الشاعر سعيد عقل والمحافظ نصري سلهب كي تصبح زحلة عروس البقاع والشرق. وكان خلف المسابقة لتشييد نصب عند مدخل زحلة فاز فيه الفنان سميح العطار، ولم يزل النصب قائما.

عُيّن عام 1976 وزيراً للماليّة والبريد والبرق والهاتف والإقتصاد الوطني 1976 وروى لنا كيف وقف الرئيس سليمان فرنجية في قصر الكفور  في آخر ليلة من عهده وقبل أن ينتصف الليل قائلا: "جايي ع بالي نام رئيس جمهورية في آخر ليلة من عهدي". كما عُيّن سكاف في منصب رئيس مجلس إدارة تلفزيون لبنان 1990-1993.

كل زيارة إلى نقابة الصحافة كان لا بد منها في الإستئناس برأي نائب النقيب الأستاذ جورج وسماع ذكرياته عن جريدة "الجريدة" في سوق الطويلة، ساحة العجمي. تجربة أخذت كل عمره. كلفني غير مرة بإلقاء كلمته في الكلية الشرقية بزحلة بمناسبة صدور كتاب "غصون وارفة" لأنطوان أبو رحل. هو من الرعيل الأول في الصحافة. زحليّ عريق بأصالته وعصاميّته. أمضى أكثر من نصف قرن في محراب الصحافة ولبث على إستقلاليته وتحققه من صحة الخبر والمقالة والموقف. وظلّ متفائلاً على إبتسامة ويجذبك بمحبته وتواضعه ورقته. حاز وسام الإستحقاق اللبناني المذهب 1998 وذو السعف 2004. وشارك في العديد من الندوات والمؤتمرات والمحاضرات في لبنان والخارج.

وداعاً جورج سكاف. تراب زحلة يحنّ عليك ويعرفك. يدي على قلبي.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم