المتحف الوطني في عيده الـ 80 اليوم: "الشاهد الحيّ" على تاريخ لبنان

إذا كانت وزارة الثقافة تحتفل اليوم الجمعة رسمياً بمرور 80 عاماً على تأسيس المتحف الوطني بنشاط مميز يتخلله تكريم لرئيسة المؤسسة الوطنية للتراث السيدة منى الهراوي تقديراً لدورها في النهوض بالمتحف الوطني، فمن البديهي - وإن كنا في عمق الانهيار الاقتصادي- التفكير الجدي في دور فاعل ووطني لمتحف لا يمكن ان"يتنفس" الا من خلال جمهوره وعليه ان يشارك فعلياً في بلورة هوية جامعة انطلاقا من تاريخ مشرف وغني. للمتحف الوطني علاقة غريبة بالزمن والوقت والتراكم الحضاري في حياة الانسان. هو مدينة صغيرة من ثلاث طبقات تضم أكثر من 2500 قطعة أثرية متنوعة من عروش، تماثيل، نواويس، فسيفساء، حلى، قطع نقدية، وعالم خاص في الطبقة السفلية بطقوس العادات الجنائزية. صورة عامة للمتحف (تصوير نبيل إسماعيل). عند المدخل الرئيسي للمتحف، ننتظر بعض الوقت لنبدأ حوارنا مع المديرة العامة للهيئة العامة للمتاحف في وزارة الثقافة آن ماري مايلا عفيش، ليستوقفك بعض السياح الأجانب عند "بوتيك" المتحف يشترون بعض القطع المستوحاة من المكان. تطفّلنا على أحدهم لنعلم أنه من بولندا، كما عبّروا لنا بالإنكليزية. بدوا لنا في أول خريف عمرهم، منهمكين في التدقيق ببعص الصور الملتقطة لهم خلال جولتهم في المتحف.قبل تسلّمها منصبها الحالي، شغلت عفيش مهام حافظة المتحف الوطني من العام 2009 الى العام 2018. بالنسبة إليها، المتحف هو "ذاكرة لبنان في السلم والحرب"، وأكملت شارحة أنه نقطة عبور بين المعابر وتحولت أدراجه عنواناً دورياً لتجديد إلتزام رجال الدين وأبناء الوطن بعدم تكرار ذكرى 13 نيسان، وإبعاد شبح الحرب عن لبنان.نحن في الطبقة الأرضية. قالت عفيش إن المتحف افتتح في 27 أيار 1942، "رغم أن فكرة انشائه تعود الى عشرينات القرن الماضي من خلال جهود مجموعة من الوجوه الاجتماعية التي قررت تأسيس هذا المعلم قبل نيل الاستقلال لجمع الاكتشافات الاثرية العائدة لتاريخ لبنان القديم وصولاً الى الطقوس والتقاليد والفنون المكتشفة في كل المناطق المحلية".وشددت على "أهمية المرحلة الذهبية التي تزامنت معها اكتشافات عدة في...