الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

صحّة وعافية في شارع منسي يرقص على أنغام أحلى فوضى

المصدر: "النهار"
هنادي الديري
هنادي الديري https://twitter.com/Hanadieldiri
صحّة وعافية في شارع منسي يرقص على أنغام أحلى فوضى (حسام شبارو).
صحّة وعافية في شارع منسي يرقص على أنغام أحلى فوضى (حسام شبارو).
A+ A-
كان المهرجان دعوة بهيّة لإيجاد طُرق بديلة لمواجهة هذه الرّحلة المُسمّاة الحياة. فإذا كنا سنعمل معاً لبناء مُجتمع صحّي، فلا بدّ من أن يكون الفرح صلة الوصل بيننا، أضف إليه كلّ ما يُمكن أن ينقلنا إلى حيث البساطة والجمال والاحتفال بكلّ ما هو عادي.
 
(حسام شبارو)
 
أمس، وابتداءً من العاشرة صباحاً حتى الحادية عشرة ليلاً، كان شارع الحمراء التاريخيّ، الذي ملّ الإهمال والخيبات المُتتالية التي يعيشها منذ فترة، هو حديث السّاعة بفضل جمعيّة "أحلى فوضى" التي تعمل منذ سنوات على تحويل الجمال مادّة حياتيّة تتوارثها الأجيال.
 
(حسام شبارو)


اتّخذ المهرجان المجّاني عنوان Life Beat ليكون نبض الحياة الآلة التي نعزف عليها أحلامنا الصغيرة. أكشاك "متروسة ترس" كأحلامنا المنسيّة تمّ توزيعها في مناطق محدّدة أو Zones، والمطلوب من الزائر أن يفتح قلبه - بحسب المسؤولة الإعلاميّة للجمعيّة هلا نصر الدين - ليستقبل معلومات جديدة تقوده إلى الالتصاق بكلّ جوانب الصحّة والرفاهية.
 
(حسام شبارو)


"مع الأزمة المستمرّة في لبنان، فإنّ أحد القطاعات الرئيسيّة التي تضرّرت بشدّة هو قطاع الصحّة. يمكن أن تُعادل زيارة الطبيب الراتب الشهريّ بأكمله، ومن الصّعب جداً العثور على الدواء، أو أنّ سعره قد زاد بشكل كبير. أصبحت الصحّة النفسيّة قضيّة وطنيّة رئيسيّة ولا توجد موارد كافية للمساعدة". وكان أحد أهداف المهرجان – الحدث إتاحة الفرصة للأفراد لمعالجة "مخاوفهم، والإجابة عن أسئلتهم واهتماماتهم الطبيّة".
 
(حسام شبارو)


ولكنّه أطلّ ضمن إطار يغمز إلى الفرح بكلّ "انحداراته"، حيث ترنّح الزوّار على إيقاع الصحّة والعافية، ومشوا الهوينى، والتقوا الأصدقاء، وجلسوا في المقاهي، وحوّلوا الشارع العريق على امتداده إلى حديقتهم السريّة ليوم كامل؛ حديقة لا تدخلها السيّارات، وينتقلون فيها من كشك إلى آخر بحثاً عن ما يَطيب لهم من مأكولات عضويّة وكماليّات صُنعت يدوياً، ولإجراء الفحوصات الطبيّة التي وُضعت بتصرّفهم، وليختبروا وسائل حديثة لتبديل نمط حياتهم. وسط استعراضات تُنشد الفرح وتنشره.
 
(حسام شبارو)


عروض مسرحيّة، أنشطة رياضيّة، عروض الشارع، حوارات، وتمارين لاقتحام الذات بحثاً عن القليل من الصفاء؛ "karaoke" و"منجرّب حظّنا في الغناء"، مواهب فتيّة تلتوي رقصاً بحثاً عن طيف الفرح الهارب. فبعد غياب ست سنوات عادت "أحلى فوضى" إلى هذا الشارع الذي يخفي حكايات لم تتمكّن منها الصدمات المُتتالية التي يعيشها البلد. والعودة مع الصحّة والعافية على إيقاع ما يُشبه السعادة المُترسّخة.

وأكشاك على مدّ النّظر.

والمواهب المحليّة لها لحظتها لتُقدّم أفضل ما لديها.
 
(حسام شبارو)


أكسسوارات تُزيّن العنق مع ماركة DELLA، ووسام صيقلي يضخّ الحياة للخشب مع Life TO Wood، والحرف اليدويّة مُزخرفة بفرح، تماماً كما تريدها فرح أبو إسماعيل Joy By Farah.

لعبة "الطاولة" والشطرنج، وبعض رفوف "مستوفة" بالكتب في هذه الفسحة التي تُزيّن منتصف الشارع، وهي تابعة لمكتبة وفضاء "برزخ".

وفي خيمة رقم 128، نزور الناشط الثقافي والاجتماعي ومؤسّس Global Cultural Services، وارف قميحة، والمعرض الأول حول التراث الثقافيّ الفرنكفونيّ.
 
(حسام شبارو)


ومع آنا غرايج ضناوي كانت فرصة لتخطّي القلق المزمن الذي نعيشه قدراً، ونتأقلم مع ضغوطات الحياة بواسطة تقنيّات سهلة وممتعة في آن.

أما باسل أبو خزام، فالوجوه التي يصوّرها على الكماليّات تُعبّر عن عشرات الشخصيّات التي نصادفها في الحياة؛ والحرف التي يصنعها أقلّ ما يُقال فيها إنها مميّزة؛ ومن هنا اسمها Special Art.

وفي الكشك المخصّص للمؤسّسة اللبنانية للمكفوفين فرصة لنُضيء معاً ظلمة يعيشها البعض ثوباً لأيامهم.

عسل ومربّى وقهوة لذيذة "سادة أم مع سكّر زيادة"، والبهاء والذوق من التفاصيل التي لا بدّ لنا من أن نستعين بها لنواجه الظلمة. نُساعد شبابنا في اكتشاف حدائق زاهية في حياة قد يرون فيها المخدّرات والكحول الهروب الأسمى من هذا الرعب الذي تصطدم به ذكرياتنا.
 
(حسام شبارو)


أحلى فوضى أعادت الحياة أمس حتى الـ11 مساء إلى شارع صنعه الكبار وعاشوه أسطورة تليق بالأبطال الذين لم يتأقلموا يوماً مع الأيّام العاديّة. لا يمكن أن نسمح له أن يموت، أو أن يكون قدره الذلّ المتجسّد بالفراغ. كذلك أعادت هذه الجمعية الرائعة الأمل بأن يكون لشبابنا ولنا نحن الذين نفتقد نسمة الصّبا لقاءات مشوقة وممتعة مع الصحّة والعافية، لنكون على يقين بأن لدينا بدائل "لمّاحة" لكلّ ما يجرّنا إلى الأنفاق المُظلمة.

ولِمَ لا؟!
بعض رفاهيّة في وقت بات فيه عدم اصطدام النفس بالذكريات "رفاهيّة".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم