على درب مشروع متحف مرفأ بيروت تخليداً لذكرى ضحايا ماتوا ولم يرحلوا... النحّات رودي رحمه: نحن في لبنان دجّنّا الموت ولم نعد نهابه

الدكتورة مهى سلطانلمناسبة مرور ثلاث سنوات على انفجار مرفأ بيروت في 4 آب 2020، وتخليداً لذكرى أرواح الشهداء يقام في مبنى الدفاع المدني (الكرنتينا) في 2 آب احتفال تحت رعاية محافظ بيروت القاضي مروان عبّود، لإعلان اطلاق العمل الموسيقي الغنائي الذي تم انجازه مع فرقة الفيلاهارموني من بودابست، من كلمات وضعها الشاعر والفنان رودي رحمة وتؤديها المغنية رفقة فارس بصوتها الملائكي، استذكاراً لأرواح الضحايا الأبرياء، في مشهدية تعيد الى الاذهان لحظات انطلاق فوج من عناصر الدفاع المدني لتلبية واجب الانقاذ، فذهبوا ضحايا جريمة العصر المدويّة. يأتي العمل الموسيقي في إطار احتفال عرفاني، وقياميّ يحمل اسم "دمٌ وطن ما مات"، هو بمثابة دعوة للدخول الى حديقة فضاؤها نجوم حيث صوت البلابل وحفيف الشجر وتباشير النور.  البداية أغنية خرجت من صدر ذلك الغور الموجع، من قلب الدويّ للأرض المحروقة ومشهد الحطام والدمار. هل صدمة الارتطام بالموت أم يقظة الروح؟ انها مسألة الوجود الإنسانيّ في أسمى معانيه ومعارجه نحو السماء يطرحها رودي رحمة في مشروعه الفني، "دم وطن ما مات"، الذي يحوك اسطورته حول مجد الانسان بين لحظات الألم وانبعاث الحياة من العدم، على اعتبار ان الأوطان لا تموت ولا تنحني بل تعيش وتنهض. يتكون المشروع من مجموعة اعمال نصبية، تتمحور حول فكرة متحف تذكاري، يستعيد الذكريات المؤلمة لمآساة الأنفجار، الذي أودى بحياة أكثر من 200 قتيل وخلّف آلاف الجرحى وعشرات المفقودين فضلاً عن دمار بعض الأحياء السكنية التي ما زالت تحتاج الى الترميم. فهو يتوسل الفن والعمارة معاً طريقاً لانتشال الذاكرة من قعر الدمار الى العيان في رؤية تكاملية بين عناصر البناء ووظائفه الفنية والجمالية والتوثيقية، كي ينسجم مع الحدث الجَلل، المستعاد بصرياً بأحداثه وتفاصيله في مشهدية شبيهة بالمتاحف العالمية التي تحتفي بضحاياها وشهدائها وتحترم ذكراهم على مر الأجيال. الخروج من الصمتلم تنم عينا رودي رحمة طوال أيام بعد وقوع انفجار مرفأ بيروت في 4 آب عام 2020، من هول ما...