الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

مجلّة "غاليري" الفنّيّة تكرّس ملفّها لبيروت تحت الريشة خلال مئة عام باعتبارها ضرورةً وجوديّةً وثقافيّةً وإنسانيّة مطلقة

المصدر: "النهار"
Bookmark
مجلّة "غاليري" الفنّية.
مجلّة "غاليري" الفنّية.
A+ A-
رمزي الحافظ وعقل العويطالموضوع: بيروت تحت الريشة خلال مئة عام. باعتبارها مدينةً. باعتبارها عاصمةً للجمهوريّة اللبنانيّة. وباعتبارها ضرورةً مطلقةً، حضاريّة وثقافيّة وإنسانيّة و... عربيّة، في كلّ زمانٍ وحال، وأوّلًا وثانيًا وثالثًا وأخيرًا. أمّا المناسبة المباشرة لهذا الكلام فصدور العدد الجديد من مجلّة "غاليري" الفنّيّة الفصليّة، التي تحتفي نسختها الراهنة، غلافًا وملفًّا، بـ"بيروت تحت الريشة خلال مئة عام"، كموضوع للإلهام الفنّيّ، وبالأعمال التشكيليّة التي استثارها ما آل إليه تفجير المرفأ وتخريب العيش المدينيّ، فتطرّقت لوحات فنّانيها، مقاربةً وتأمّلًا وتأويلًا وتكريمًا، إلى المكان البيروتيّ، فضائه، روحه، بيوته، أشجاره، شوارعه، وناسه، فضلًا عن معناه، ومغزاه، ودلالته، ورحابته الروحيّة الاستثنائيّة.في العدد الأخير لمجلة "غاليري"، التي يرأسها ويديرها الأستاذ رمزي الحافظ، وعلى غلافها، مدينة بيروت كما رآها وشعر بها ومن ثم رسمها الفنانون التشكيليون منذ مئة سنة الى هذه الأيام، إذ بها تحتفل بمئوية الفن في هذه العاصمة. اللوحات المنشورة في العدد هي بانوراما، وميناء، ومدينة، وساحل، ومناطق محيطة، وناسها، أي كامل المدينة. لكأنه معرض استعادي ضخم في متحف كبير، يبرز القدر الهائل من اللوحات للعاصمة مما أنتجه الرسامون اللبنانيون والأجانب المقيمون، والتي تعتبر أساسية لفهم التغيرات التاريخية والمعمارية والثقافية في المدينة. في العدد لوحاتٌ لكلٍّ من أيمن بعلبكي، داود القرم، حسن جوني، أمين الباشا، منى باسيلي صحناوي، محمد الروّاس، عمر الأنسي، أسامة بعلبكي، أولغا ليمانسكي، سيتا مانوكيان، سعدي سينوي، زينة عاصي، ونيفين مطر.نرى بدايات رسم بيروت على ايدي فنانين مقيمين فيها في بدايات القرن العشرين بعد انقطاع الرحالة والمستشرقين الذين صوّروا بيروت كمدينة ساحلية هادئة في القرن التاسع عشر، حين بدت لهم هذه المدينة ناضجة بالألوان وأكثر كثافة بالسكان، مكونة من طبقات لا حصر لها لتفكيكها، ابرزوا خلال اعمالهم نمو المدينة وتطورها. لقد تحولت بيروت من قرية حجريّة مربّعة بدقة، في المقام الأول محصورة في المنطقة المحيطة بالميناء، إلى مدينة نابضة بالحياة تتسلق التلال المحيطة.مع تشابك الأحياء، والتخطيط الحضري المنفصل عن مكونات المدينة، والتنوع الاجتماعي، والمشهد الثقافي النابض بالحياة، كانت بيروت خلفية لعدد لا يحصى من اللوحات التشكيلية. في أيدي فنانيها، أصبحت بيروت مفهومًا قيد التبلور، يعاد تشكيله وصياغته. مع كل هذه التصورات المختلفة، من الواضح أن الثابت الوحيد في بيروت هو التنوع المطعّم بكثير من التناقض.كان داود القرم (1852-1930) أول رسام لبناني تلقى تدريبًا أكاديميًا، وأحد الشخصيات البارزة التي مهدت الطريق للفن اللبناني الحديث. اشتهر في المقام الأول في بيروت بعمله في فن البورتريه وكان ايضاً اول من دأب على رسم بيوت واحياء لبيروت، لكن أثر معظمها اندثرمع الوقت. رسوماته لبيروت تستعيد اسلوب المستشرقين الذين سبقوه، المدينة الخضراء والهادئة، وبيوتها الجذابة ذات القرميد الأحمر، الواقعة بين بساتين غنية بالأشجار، وتمكن رؤية من مسافة بعيدة الجبال الناعمة والخالية من أي عمارة. (داود القرم) تبعه عمر الأنسي (1901-1969) الذي كان معاصراً له والذي ترك وراءه العديد من المناظر الطبيعية لبيروت. انطباعات الأنسي عن المدينة خصبة وخضراء، كاشفة عن التطور الحضري في عصره. تم تصوير المباني والحدائق في اسلوب يتسم بالنعومة. وعوضاً عن الألوان الحمراء النابضة بالحياة الموجودة في أعمال قرم، لجأ الأنسي الى اللون الأزرق والأخضر، وبضربات فرشاة...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم