الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

جعفر بناهي الفائز الغائب في مهرجان البندقية: إبليساً في إيران نبيّاً في العالم!

المصدر: "النهار"
هوفيك حبشيان
Bookmark
جعفر بناهي قبالة الكاميرا وخلفها... وداخل السيارة.
جعفر بناهي قبالة الكاميرا وخلفها... وداخل السيارة.
A+ A-
جعفر بناهي ليس أول مخرج في التاريخ عرضة للاضطهاد ولن يكون الأخير. لكنه أوفر المضطهدين حظاً وفرصاً. ينال البركة والتأييد من كلّ الجهات مذ قررت المحكمة الثورية في بلاده مصادرة حقّه في صناعة الأفلام، فمنعه من السفر إلى خارج بلاده إيران، وأخيراً سجنه لمدة ست سنوات. ملاحقة بناهي من فيلم إلى آخر، كما لو كان مجرماً فاراً من العدالة، باتت، على مأسويتها، مادةً للتندّر، من شدّة عبثيتها وعدم جدواها. فلم يسبق له ان كان بهذه الغزارة، بل تضاعف إنتاجه منذ صدور القرار من أعلى السلطات معتبراً اياه خطراً على أمن الجمهورية الإسلامية و"قيمها". الجميع يجد ذلك مضحكاً وعبثياً وتافهاً، الا ملالي إيران الذين لا يزالون "وراك وراك". رغم ذلك، بناهي (62 عاماً) حاضرٌ غيابياً في كلّ المهرجانات، له طيفٌ مقيم فيها، وإن بقي جسده في طهران. مرةً يُستحضَر بفيلم، من دون ان يخفي ان "هذا ليس فيلماً" (عنوان أحد أعماله التي أنجزها وهو في الاقامة الجبرية)، ومرةً يُكرَّم من خلال مكان شاغر يُترك على شرفه في لجنة التحكيم. انه الطفل المدلل لهذا الغرب الذي يعشق قصص الظلم الآتية من البعيد المجهول. وأغلب الظن ان كثيرين كانوا تمنّوا لو أنهم في مثل موقعه: إبليسٌ في الداخل، نبيٌّ في الخارج. كاميرا بناهي حيث لا يجب ان تكون. لكن، خلافاً لغيره من الذين أضحوا مادة للتضامن والتعاطف، فبناهي سينمائي مهم، لا يمكن محاصرته في أي شيء من خارج فنّه، حتى لو طغى عليه في الكثير من الأحيان. لدى بناهي ما يحضّك على العودة إلى فّنه حتى لو حاول العالم كله ان يجعلنا نصرف النظر عنه...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم