الثلاثاء - 30 نيسان 2024

إعلان

الحلم بشيء من رواندا

المصدر: "النهار"
سمير عطالله
سمير عطالله
Bookmark
بيروت (تعبيرية)
بيروت (تعبيرية)
A+ A-
في المبدأ، السنديان لا يسقط. تذوي من حوله الأعشاب والاشجار، وأحياناً يفتّت الزمن الصخور المحيطة به، وهو شامخ، يلاعب السنين ويواعد العقود وما بعدها. لذلك اختار "اندريه مالرو" عنواناً لحواراته مع ديغول، "عندما نردي السنديان". وللمناسبة فإنه قد تقرر في فرنسا ألّا يشار إلى الجنرال شارل ديغول بعد اليوم برتبته العسكرية، أوالمدنية، أو باسمه الأول. فقط بكنيته: ديغول. كما في "فرنسا"، أو باريس أو السين.يشبه اللبناني، الذي نسخر دائماً من روحه التجارية، شجر السنديان، في القدرة على التحمل. تمر به الحروب والمجاعات والكوارث، ويظل واقفاً. أو يموت واقفاً، مثل أشجار غارسيا لاوركا، شاعر الأندلس.لكن السنديانة الصامدة في وجه كل الأعاصير، لا تستطيع البقاء أمام طعنات البشر. وقصتها مع الناس، هي قصة الناس مع الحدائق: تمنحهم الفيء والدفء والظلال، ويمنحونها النكران ويحوّلونها الى حطب وفحم.كان شوبنهاور، أب التشاؤم، يدعم رؤيته السوداوية الى العالم، بسلسلة من الأقوال والشواهد. وما أغزرها. ويشعر الصحافي الذي لا يزال يُسأل عن رأيه في "الوضع" أو "الحالة" بما كان يشعر به شوبنهاور من عقدة ذنب، عندما يتأمل حوله ولا يرى السنديان إلا في المواقد والرماد في...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم