الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

ساحة الشهداء... بين أعواد المشانق وخناجر الحوثيين

المصدر: "النهار"
داود الصايغ
داود الصايغ
Bookmark
مشهد من ساحة الشهداء في وسط بيروت (نبيل إسماعيل).
مشهد من ساحة الشهداء في وسط بيروت (نبيل إسماعيل).
A+ A-
لم يكن الحوثيون أول الضالّين في طريقهم إلى لبنان، حين قدموا إلى بيروت يوم 17 آذار الماضي واحتفلوا في ساحة الشهداء حاملين أعلامهم وخناجرهم. سبقهم إلى طريق الضلال هذه كل من أخطأ في حسن مد اليد فاستبدلها بالعبث والتدخل والسيطرة، وتحويل مساحات النور والضياء إلى ساحات صراع وقتال. سار في طُرق الضلال تلك كل مَن لم يعرف أن يدخل بيروت على أنها "ست الدنيا" على أبواب المشارق، كون القدر وضعها في هذا المكان ولا قدرة لأحدٍ بعد ذلك، لأي مدفع... أو خنجر أن يُخرجها من مكانها، أو أن يُخرج لبنان من مكانه.أنظروا أيها الضالون إلى بلدانكم: أي عاصمةٍ عربية مشرقاً ومغرباً تسمح للحوثيين أو لأمثالهم بالتظاهر في ساحاتها؟ ولا واحدة. أي عاصمةٍ عربية تسمح لكم بالبثّ من أراضيها؟ ولا واحدة. نعم في تلك البلدان كلها أنظمة متشددة تسمح ولا تسمح. ونحن في لبنان إذا كانت مؤسـسات الدولة حالياً متهالكة بسبب أمثالكم من الذين نجحوا بالعبث في لبنان وأرسلوا إليه أذرعتهم، فهذا لا يعني أن لبنان مستباحٌ بسهولة. فالاستباحة حادث. والحادث من طبيعته أن يمضي.ما يجب أن تسمعوه أيها الحوثيون وتوصلوه إلى من أرسلكم هو الآتي:لبنان، هذا البلد في الشرق، لا يُشبه أحداً مثلكم. ومهما فعلتم لن تجعلوه خاضعاً لكم أو شبيهاً لكم. ومهما زنّرتموه بالصواريخ، فهو سيبقى طليقاً، لأنكم لو ألقيتم نظرة بسيطة على تكوينه، على تاريخه، على عوامل نشأته وتطوره، لوجدتم أن كل ما تفعلونه هو خرابٌ لكم قبل أن يكون له. لو ألقيتم نظرةً أولية...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم