السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

قضية الراهبة... رأي خاص مغاير لرأي مسيحي وازن

المصدر: "النهار"
غسان حجار
غسان حجار @ghassanhajjar
Bookmark
الراهبة مايا زيادة.
الراهبة مايا زيادة.
A+ A-
ردة الفعل على ما قالته الراهبة مايا زيادة في مدرسة سيدة الحبل بلا دنس في بلدة غبالة، جاءت مبالِغة الى حد كبير، ودخل على الخط كل من يستحق ان يبدي رأياً أو لا يستأهل، اذ سادت لغة التخوين وتوزيع التهم والكلام البذيء من كل نوع. الراهبة لم تخرج عن إيمانها، ولم تكفر بعقيدتها، جلّ ما فعلته أنها تحدثت برأي مخالف لرأي عام مسيحي وازن، يتحدث في السياسة أكثر من الجوهر، وردة الفعل المؤيدة لها، أيضاً، مبالِغة الى حد كبير حتى كاد المسلمون المدافعون عنها، يبلغون حد الملائكية في قيمهم وسعة صدرهم لأفكار وآراء متعددة ومنوّعة، بخلاف الواقع المعاش.أولاً: تعاني الراهبة اليوم من إقصاء، لا أعلم الى أين يودي بها. والاقصاء اجتماعي اكثر مما هو اداري من السلطة الرهبانية التي تتبع لها، وهي رهبانية اجنبية. وقد شهدت الكنيسة قبل أعوام قليلة عملية إقصاء معنوي مماثل لراهبة أخرى هددت الطلاب لعدم المشاركة في انتفاضة 17 تشرين، ولوّحت لهم بالعقاب. وقد هوجمت آنذاك دفاعاً عن حرية التعبير والفعل، إذا لم تتجاوز هذه الحرية حدود القانون، وحدود الأخلاق.اليوم يمضي الأمر بالاتجاه المعاكس، ثمة قمع لراهبة أدلت برأيها علناً. هي في الأصل مربية لا معلمة فقط، وفي صلب دورها أن تنمّي الشعور بالمواطنة لدى الأجيال الناشئة، وقد تصيب وقد تخطئ. لكن المشكلة في الرأي العام المحيط، أي البيئة الحاضنة، وتحديداً في المجتمع المسيحي المختلف الى حد كبير مع "حزب الله"، وباتت تصيبه عقدة من أي "تعاطف" مع كل ما يمتّ الى الحزب بصلة.لكن الاساس أن على الراهبات عدم التطرّق الى السياسة في المدارس، لعدم الدخول في متاهات الصراعات القائمة، والانقسامات العميقة، التي تصيب العائلات كلها من أكبرها الى أصغرها، لان إلباس "حزب الله" لبوس "المقاومة" لا يعني أبداً تحوّل هذه المقاومة الى وطنية جامعة، وانسلاخها من حزب عقائدي، اسلامي، شيعي، إيراني الهوى. وهذه الصفات لا تعني رفضاً له...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم