السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

متحف اللكنات

المصدر: "النهار"
سمير عطالله
سمير عطالله
Bookmark
شبان يرفعون العلم اللبناني (تعبيرية).
شبان يرفعون العلم اللبناني (تعبيرية).
A+ A-
كان الرئيس شارل حلو من طبقة المثقفين الذين عرفهم لبنان في النصف الأول من القرن الماضي. وهي فئة من أهل العلم الكلاسيكي الغزير، وجماعة الأكاديميا المتشددة. كان من عائلة متوسطة، ينقصه انتساب بورجوازي، فتزوج من نينا طراد، إحدى العائلات الأريستوقراطية البيروتية القليلة العدد. كما انتسب سياسياً إلى الشيخ بشارة الخوري وأصبح وزيراً في حكوماته، وساعدته الثقافة المرهفة على دخول المجتمع المرفّه، وما عاد يبدو دخيلاً في الأندية التي لا تتحدث إلا بالفرنسية، وتلعب الورق لتمضية الوقت وملل الأيام البطيئة. إضافة إلى كلّ ذلك، كان ظريفاً، سريع البديهة، كثير الفطنة وكثير الحلويات. وهكذا أضاف سمنته إلى صورته المرحة بين الناس. في أيامه، أي بُعيد المرحلة الفرنسية بقليل، كان لا يزال ممكناً لذوي الميزات الشخصية، الوصول إلى الرئاسة من دون الحاجة إلى حزب أو عائلة أو إقطاع. فقد أعطى الفرنسيون نموذجاً للرئيس الذي يريدونه، عندما اختاروا شارل دباس، وبيترو طراد. ولا بد من التذكر هنا أنّ عقلية الثورة الفرنسية لا تغادر الفرنسيين حتّى وهم في الإنتداب. ولذا فعندما اختاروا إميل إده في ما بعد، إختار الإنكليز الشيخ بشارة الخوري مع لقبه وأصوله العائلية. شارل حلو كان آخر "الفرنكوفيل"، كما كان آخر تسوية شبيهة بفؤاد شهاب، أي التراضي بين النفوذ الأميركي المتدافع والنفوذ الفرنسي المتراجع. وعربيا، كانت مصر هي التي تختار، وسفيرها هو المندوب السامي العربي. ولم يكن الماروني الأعزل يرضي أحداً، ولا يزعج أحداً. وقد سمّى...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم